لكل السوريين

قلة الدعم وضعف الإنتاج ينذران بمحصول قليل من قمح جبلة

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

الحالة غير السليمة لنوعية بذار القمح التي تم تسليمها من قبل المصرف الزراعي التعاوني والمنتجة لدى المؤسسة العامة الإكثار البذار، الى بعض فلاحي منطقة جبلة في محافظة اللاذقية، اثارت مشكلة ذات أهمية كبيرة، والثابت والمؤكد هو الموجود في الحقول، ويؤكد بعض الفلاحين في عدة قرى من ريف جبلة على المشكلة التي وقعوا فيها.

 

أبو جمال، فلاح في أرياف مدينة جبلة، يقول لمراسلتنا “وقعنا بعدة مشاكل بعدما حصلنا على البذار من المصرف الزراعي، وان لب المشكلة هو وجود أكثر من نوع بذار من القمح في الحقل الواحد، ووجود نسبة كبيرة من النباتات التي لا تحتوي سنابلها على القمح، وهذا الامر لا نجده لدى الفلاحين وفي الحقول الذين حصلوا على البذار من مصادر أخرى”.

 

وبعض الفلاحين في جهة منطقة بعبدا، أكدوا لنا ذلك، وـخبرنا المزارع أبو سليم، بأن موضوع بذار القمح السيئة اصابنا كفلاحين بخسائر كبيرة، فقد تحملنا الكثير من المتاعب والاعباء المادية نتيجة قيامنا بزراعة هذه النوعية من البذار, فقد قمنا بشراء الكيلو منه بـ ١٧٠٠ ليرة ونضيف الى ذلك أجور الحراثة والأسمدة, إضافة لتكاليف الحصاد والدراس وغير ذلك من التكاليف الأخرى التي دفعناها سابقا وسندفعها فيما بعد”.

 

ومن قرية القطيلبية, أشار الينا الفلاح أبو مراد, أن “هذه النوعية السيئة من بذار القمح, التي ابتلينا بها, سببت لنا خسارات كبيرة, وأوقعتنا بمشاكل حياتية, بدلا من أن نستفيد من هذا الموسم في حل بعض المشاكل المعيشية, وأوقعتنا بصعوبات تأمين القمح والبرغل والحنطة للاستهلاك المنزلي, وخاصة أن هذا الموسم لا يمكن أن يعيد التكاليف التي دفعناها، وقدم لنا مثلا واضحا وبينا”.

 

ووصل إلى أكثر من 600 كيلو غرام في الموسم الماضي، في حين أن المتوقع  إنتاجه منه هذا العام لن يتجاوز ثلث هذا الرقم والمتوقع أن يتراوح ما بين 220 إلى 300 كغ, بينما وصلت تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من القمح إلى 180 ليرة سورية.

 

أبو أسامة من قرية بطغرامو, قال لنا:  “شكلة البذار تضاف إلى مشاكل أخرى وضغوط عديدة, عانى منها الفلاح هذا الموسم في محصول الحمضيات الذي بيع بأسعار تقل عن تكاليف إنتاجه، وتخوفاتنا ان يعاني منها أيضا في محصول التبغ الذي لا تتناسب أسعار بيعه المعلنة من قبل المؤسسة العامة للتبغ مع التكاليف التي يتحملها الفلاح في زراعته , حيث ان المعنيين بالقطاع الزراعي يتناسوا الأخذ  بالاهتمام وبعين الاعتبار, انعكاسات  هذه الضغوط والأعباء التي يتحملها الفلاح”.

 

ويضيف “متناسين ضرورة استمرار الفلاح في العملية الإنتاجية , وهذا الأمر بالغ الأهمية ليس على صعيد توفير متطلبات عيش الفلاح وأسرته وحسب، إنما على صعيد دعم الاقتصاد الوطني وخصوصا في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب والتي تجعل من الإنتاج الزراعي الركن الأساسي لتوفير متطلبات أمننا الغذائي. ”

 

ويذكر لنا أبو ممدوح وهو مهندس زراعي ومزارع, من قرية الحويز, بأنه مع مجموعة كبيرة من الفلاحين, قد “تقدموا بعدة شكاوي حول موضوع بذار القمح, وبأن زراعة المحصول خلقت لدينا الكثير من المعاناة,  هذا العام، وإضافة لمشكلة البذار تلك، خلقت لدينا العديد من الصعوبات وأهمها: عدم تناسب الكميات التي أعطيت للدونم مع طبيعة المنطقة التي تعتبر منطقة استقرار أولى وتحسب منطقة مروية وهو الأمر الذي يستدعي إعطاء ٣٠ كغ من سماد الآزوت لها في الوقت الذي لم تتجاوز فيه الكميات المعطاة للدونم وفقا للتعليمات الحكومية عن11 كغ وهو الأمر الذي يستدعي تعديل المعادلة السمادية المعمول بها في المنطقة لجعلها تتناسب مع الحاجة الفعلية”.

 

ولم تتم إجراءات البحوث والتحقيقات اللازمة حول المشكلة ومعرفة أسبابها واتخاذ الإجراءات التي تمنع تكرارها مرة أخرى وتعويض الفلاح عن خساراته .