لكل السوريين

نازحتان سوريتان كسرتا قاعدة الاحتكار المهني من خلال تأنيثهن لمهنة النجارة

كسرت الأختان سوسن وبتول الحمود القاعدة التي كانت تنص على أن العديد من المهن كانت حكرا على الرجال، وذلك من خلال ممارستهن لمهنة النجارة.

سوسن وبتول المنحدرتان من دير الزور، نزحتا إلى الرقة بعد سيطرة الميلشيات الإيرانية على المنطقة، واللتان يتراوح عمريهما بين الـ 22 والـ 24 عاما أتقنتا مهنة النجارة، وأسستا ورشة لهن.

قررت هاتان الفتاتان البدء من جديد، لا سيما أنهن مررن بظروف قاسية، فسوسن أرملة وتعيش مع ذوو أطفالها بعد أن استشهد زوجها على يد إرهابيي تنظيم داعش، في حين أن بتول تعيش مع زوجها وطفليها.

واختارت الأختان هذه المهنة بعد أن وجدن أنفسهن قادرتين على افتتاح ورشة خاصة بهن، حيث أن الخبرة التي اكتسبنها ساهمت في ذلك، كما وأنهن كانتا قد عملن في ورشات نجارة لـ 7 أشهر بالقرب من بلدية الرقة.

وحول سؤالها عن المشجع لها في عملها، أجابت بتول  “لطالما كان زوجي الذي يعاني من مرض قصور الكلوي مشجعا لي على مزاولة هذه المهنة”، مشيرة إلى أن سوسن تتلقى التشجيع من والدتها.

وتضيف بتول “النظرة المجتمعية دائما تكون نظرة استهجان، ولكن الظروف القاسية التي نمر بها مثلنا مثل أي مواطن سوري نازح هي من جبرتنا على مزاولة النجارة”.

وبعد أن استقر بهن الحال في الرقة بعد نزوحهن من حي الجبيلية في دير الزور، بحثن عن داعم لهن، وتمكنّ من التواصل مع منظمة أمددتهن بالأدوات لقاء مبلغ قدره 10 آلاف ليرة كل شهر.

وتضم الورشة 8 عمال، ويكون العمل على شكل ورديات، ويبدأ العمل في الوردية الأولى في الثامنة صباحا وينتهي الثانية عصرا، في حين أن الوردية الثانية تبدأ الثانية وتنتهي الخامسة.

وعن طبيعة عملهن، قالت بتول “نخرج للعمل الذي يقتصر على تركيب غرف نوم وخزن خشبية للمكاتب وغيرها، ونعمل بحسب طلبات الزبائن، ونعتبر مردودنا المالي جيد قياسا بالأوضاع الراهنة على الرغم من أننا نبيع بأقل من أسعار السوق بنسبة تصل للربع أحيانا”.

وتسعى الأختان  إلى تطوير هذا المشروع، في الأيام المقبلة، وتوقيع مذكرة مع شركة إعمار المنصورة، التي تعتبر من إحدى الشركات العاملة والمستوردة للمواد الخشبية.

وعن مصاعب العمل التي تواجه الأختين تقول بتول الحمود “في مثل هذه المهن لا بد من أن نواجه صعوبات، وهي حمل المواد الخشبية والبضائع بعد صنعها، وكذلك نظرة مجتمعنا إلينا”، إلا أن ذلك لا يؤثر على عملنا، إنما يزيدنا إصراراً على تطوير ذواتنا”.