لكل السوريين

هل تدخل الجمهورية الصغيرة دائرة الصراع الروسي الأوكراني؟

مقابل مسارعة دول أوروبية لطلب الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو للاستقواء بهما ضد روسيا، تسارع أوسيتيا الجنوبية لطلب الانضمام إلى روسيا والاستقواء بها ضد جورجيا والغرب، ما ينذر بصدام جديد بين الغرب وروسيا في المناطق الموالية لروسيا.

وجدد أناتولي بيبيلوف، رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية، الواقعة على الحدود الجنوبية لروسيا، والتي سبق وأعلنت انفصالها بشكل أحادي عن جورجيا سنة 1990 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مطلبه بالانضمام إلى روسيا.

ووقع بيبيلوف، مرسوما يقضي بإجراء استفتاء شعبي في 17 يوليو حول انضمام أوسيتيا الجنوبية لروسيا، واصفا الخطوة بـ”المصيرية”.

وقال بيبيلوف، عبر قناته بتطبيق تليغرام: “نذهب إلى البيت، نذهب إلى روسيا”.

ورحب النائب بمجلس الدوما الروسي أرتور تيمازوف، بالقرار الذي اعتبره بداية للسير على نهج شبه جزيرة القرم في وحدتها مع روسيا.

ولم يكن هذا الطرح هو الأول من أوسيتيا الجنوبية منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث أبدى رئيسها في مارس عزمه تنظيم استفتاء الاندماج مع روسيا، مشددا على أنه حلم قديم للأوسيتيين وهدف إستراتيجي.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن هذا التوجه لدى عدة مناطق بأوروبا- من التي كانت في دائرة الاتحاد السوفيتي- يهدد أمن ووحدة القارة الأوروبية.

ما قصة أوسيتيا؟

تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وتفصلها الجبال عن أوسيتيا الشمالية، وبعد أن كانت تُدار بنظام الحكم الذاتي، أعلنت الانفصال عن جورجيا التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، وذلك بعد تفكك الاتحاد عام 1990، وسارعت روسيا للاعتراف بها كدولة مستقلة.

ودخلت أوسيتيا في حروب مع جورجيا بدأت عامي 1991 و1992 بمحاولة الأخيرة استرداد أوسيتيا، وعادت الصدامات بين 2004 و2008، تدخلت فيها روسيا إلى جانب أوسيتيا، خاصة مع إعلان جورجيا نيتها الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

أهداف الاستفتاء

“أوسيتيا الجنوبية لا يتجاوز سكانها 55 ألف نسمة، ينتمي أغلبهم لأصول روسية؛ لذا يرغبون في الاقتراب من روسيا نظرا لأن دولتهم لم يُعترف بها سوى من روسيا وسوريا وفنزويلا ونيكاراغوا”.

ونشرت موسكو قواتها هناك، ومنحت الجنسية الروسية لأوسيتيين، وأبرمت اتفاقيات مشتركة.

أوسيتيا حاولت إجراء الاستفتاء بعد الانفصال عن جورجيا، ولكن موسكو طالبتها بالتروي لمنع زيادة التوتر مع الغرب بعد الحرب مع جورجيا.

أما الآن، وبالنظر للأزمة المشتعلة بين روسيا والغرب على خلفية حرب أوكرانيا، فإن موسكو لم تعد تخشى هذا التوتر، ويصبح الاستفتاء ردة فعل روسية على الغرب، بحسب معلوف.

ويجد أن الاستفتاء يحمل رسالتين من روسيا، الأولى إلى الشعب الروسي بالتأكيد على أن بلادهم مازالت قوة عظمى لديها القدرة على التوسع، ولم يتم عزلها، والرسالة الثانية إلى جورجيا كي لا تسعى للاقتراب من الغرب، رغم أن حكومة جورجيا تتجنب إثارة غضب روسيا حتى لا تشدها لاجتياحها كما حصل مع أوكرانيا.

وبعد اندلاع حرب أوكرانيا، حافظت جورجيا على حيادها، رافضة أن تنضم للغرب في فرض عقوبات ضد موسكو، ومنعت متطوعين من المشاركة في الحرب.

ولا يتوقع معلوف أن الاستفتاء سيحدث فرقا في استراتيجية روسيا في أوكرانيا، ولكن ستزيد حدة التوتر مع الغرب لرفض واشنطن محاولات بوتن استعادة النفوذ السوفيتي السابق.