لكل السوريين

واقع الكهرباء الكارثي في جبلة وريفها وتحديات البحث عن حلول

اللاذقية/ سلاف العلي

واقع الشبكة الكهربائية الحكومية في جبلة وريفها، يزداد سوءا، نتيجة رداءة الكابلات وسرقتها بشكل اعتباطي وخاصة على الطرق العامة بين القرى وبين المنازل في القرى البعيدة، عدا عن الأذيات والأضرار التي تمكنت بها بعد وقوع كارثة الزلزال السنة الماضية.

المهندسة الكهربائية فايزة بركات أوضحت لنا قائلة: يتم تمديد الكهرباء في جبلة والقرى المجاورة والبعيدة، ضمن خطة إصلاح القطاع الكهربائي المتضرر بشدة نتيجة الأوضاع العامة التي كانت سائدة سابقا وأضيف إليها الزلزال العنيف الذي ضربنا في جبلة، لكن وبوضوح يعد سوء الكابلات والأسلاك الكهربائية وسوء صناعاتهم، أحد أسباب سوء الواقع الكهربائي في عموم شبكة المدينة والقرى، حيث يؤثر تركيب أنواع رديئة على قدرة الشبكة على الحمولات الزائدة سواء أكان ذلك شتاء أم صيفا، ويضاف إلى ذلك السرقات المستمرة التي تحمل الخزينة أعباء إضافية لا تقدر أيضا على تحملها، في ظل ضعف الإمكانات وغلاء أسعار هذه المنتجات الضرورية لتحسين واقع التيار الكهربائي، مع ضرورة التركيز على شراء أنواع جيدة سواء أكانت مصنعة محليا أم مستوردة.

السيدة نورا مهندسة كهربائية اضافت مبينة ما يلي: أن واقع الكهرباء في قرى جبلة والمدينة، هو واقع مؤلم وصعب، وتأثيره مرعب على الانارة والتدفئة والاستعمال، والأخطر هو التأثير الفادح على الأدوات الكهربائية والإلكترونية رغم بساطتها وبدائيتها بسبب الفقر وضعف الإمكانيات المادية وعدم القدرة بالحصول على الأدوات المقبولة لكن المرتفعة الأسعار، إضافة إلى ساعات التقنين الطويلة، عدا عن أن الحكومة السورية ما زالت تستجر الأسعار العالية والضرائب الباهظة على الكهرباء، وهذا ما وفر بيئة رديئة جدا لتوصيل الكهرباء.

أما السيد جبران تاجر الكابلات والاشرطة الكهربائية في مدينة جبلة، فقد أكد لنا وقال: بغية تفادي مشاكل الكهرباء التي تؤثر على حياة المواطنين في جبلة وريفها عبر زيادة ساعات التقنين وانقطاع الكهرباء بصورة مستمرة صيفا وشتاء، بسبب رداءة الأسلاك والكابلات التي تركب لإصلاح الشبكة الكهربائية وسرقتها، وكلما استبدلت يتم سرقتها، علما أن السرقات أصبحت حوادث للتندر والسخرية والريبة والاتهام خاصة أن بعض الأسلاك والأكبال الجديدة تمت سرقتها قبل أن يتم  فرشها على الأرض وتركيبها، بصفتها أموالا عامة فليست محصنة أبدا من السرقات والنهب، أما الملكيات الخاصة فليست بمعزل عن السرقة والانتهاك سواء في المنازل او المحلات، حيث أن ملف سرقة الكابلات والأسلاك الكهربائية بات يحتاج إلى حل جذري وجدي، ولا اراء هنا أو احتمالات، علاوة على أن البشر في هذه القرى اعتادت الظلمة والعتمة وبدون كهرباء، فلا تعنيها ابدا سواء وجدت التمديدات أو أن الكابلات أم لم توجد، وهل هي سيئة أو صالحة، وهل سرقت أم لا، ويتداولون ساخرون، الناس تسرق أي شيئ ببساطة لأن الوضع المعاشي صعب جدا والغلاء فظيع والفقر يضرب أطنابه الكبرى في جبلة وريفها.

والسيدة زينة وهي محامية أكدت وأضافت: ما بعد حادثة الزلزال كان من الضروري جدا التفكير والعمل بشكل مدروس وغير عشوائي او اعتباطي، من أجل تعاقد كافة الدوائر والجهات الحكومية الرسمية مع حرفيين ومهنيين لتنفيذ أي عمل بحيث أن يكون الحرفي لديه شهادة حرفية، وهذا سيوفر ضمانات كبيرة للحصول على جودة في العمل وبأسعار مقبولة، وان تتوفر على وجود مرجعية قانونية عند حدوث خلل بين الطرفين وتقوم بإيجاد الحلول المناسبة، مبينا أهمية تفعيل الشهادة الحرفية عن طريق نقابة المقاولين بحيث لا يتم التعاقد مع أي حرفي لتنفيذ الأعمال الكهربائية إلا بإحضار صورة عن الشهادة الحرفية من الجمعية بتاريخ حديث، ومن المحتمل ان تخف او تقل لسرقات ، وأن تتحسن شروط تحسين الواقع الكهربائي بجبلة وقراها، ويقتنع المواطنون بأهمية الكهرباء.

السيد أبو خالد وهو عضو قيادة الجمعية الحرفية للأدوات الكهربائية والإلكترون باللاذقية، طالب وأصر على ضرورة اعتماد الشهادة الحرفية سنويا حين فرض ضريبة الخدمات، مع التنسيق مع مجلس المحافظة لطلب الشهادة الحرفية عند أي ترخيص إداري، مع مطالبة مديرية مالية اللاذقية بتخفيض الضرائب على الحرفيين المنتسبين إلى الجمعية أصولا في حال تقديم الشهادة الحرفية، وضرورة اعتماد حرفي مهني لضمان جودة العمل والسعر إضافة إلى مطالبة المصارف بإلزام معتمدي تركيب ألواح الطاقة البديلة بتقديم شهادة حرفية.