لكل السوريين

شهر الخير يرافق الشجون والمعاناة في طرطوس

طرطوس/ اـ ن

أبناء قرى ومدن طرطوس كانت تغص موائدهم بأطباق المطابخ المتنوعة والتي كانت تقدم ما بوسعها للأهالي المحتاجين وغير المحتاجين في أيام وليالي شهر رمضان المبارك شهر الخير, لكن الأوضاع المعيشية القاسية تسلط الضوء على معاناة أهالي مدينة طرطوس من الأوضاع الاقتصادية الكارثية والتي ضيقت الحال على طرطوس وكل السوريين وسط الأوضاع المعيشية السيئة التي ضربت اطنابها في جميع مفاصل الحياة، وحرمت على إثرها العائلات والأهالي في طرطوس وريفها من ممارسة طقوسهم الرمضانية التي اعتادوا عليها سابقا كتنوع الأطباق وملؤها بالفواكه والحلويات، وتوزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، مما اوصلهم الى الاستغناء في موائدهم عن الأطباق الرئيسية واستبدالها بأطباق أقل كلفة  وزاد في الأمور معاناة غياب الدعم الإغاثي والإنساني عبر الدور الذي كانت تقوم بتأديته العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية في مدينة طرطوس وريفها.

السيدة ريمة ام انس العلي قالت لنا أن معظم العائلات أصبحت مثقلة بالهموم في تأمين وجبات الإفطار والسحور بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بنا, وأضافت أم انس ، بأنه مجرد أن نتذكر ما كان يقدم للعائلات من وجبات الإفطار الرمضانية بالإضافة للمبالغ النقدية والحال الميسور التي اعتاد عليه الجميع عند حلول شهر رمضان ونعمل على مقارنته بما ما وصل إليه الحال هذه الأيام ، فإننا نتأسف  على تلك الأيام وتلك الأحوال وصارت ذكريات وتاريخ, وكنا نتدلل على الاطباق وعلى المواد والخضرة والفواكه والحلويات اما اليوم اصبحنا نتشوف كل شيء ونتحسر عليها وعلى عدم قدرتنا على شرائها , وصرنا نحسب كل شيء  وخاصة ان الأسعار الغالية جدا لا تعرف لا شفقة ولا رحمة. كل الناس تعاني من الاوضاع الصعبة، الأمور صعبت من استمرار العيشة برخاء وامان وهذا ما أدى الى صعوبات أمام أرباب الأسر الذين وقفوا عاجزين عن تأمين متطلبات أسرهم.

تحدثت السيدة نعيمة أم بسام الناصر عن المفارقة التي تعيشها بين واقع مرير يعتبر الأصعب على الجميع من الناحية المادية والمعيشية، وبين مرحلة الاستقرار المادي الذي كان متواجدا أثناء وجود المنظمات الخيرية بكثافة والتي كانت بدورها تقدم المساعدات الإنسانية في شهر رمضان وفي كل انحاء طرطوس وريفها، وكذلك الخيرين وفاعلي الخير، الان ان الأمور ضاقت على الجميع واثرت سلبا الأمور الحياتية والغلاء وقلة المصاري مع البشر, كلمة مائة الف ليرة سهلة بالفم لكنها لا تعمل شيء هذه الأيام  ولا تشتري طبختين او فطورين في شهر رمضان, وحتى تأمينها اصبحت صعبة جدا الأمور كلها مرتبطة ببعضه البعض الفقراء ازدادوا فقرا وعددا والاغنياء ازدادوا غنى وبخلا, لم نعرف شو هي راحة البال، و لا الاطمئنان كل يوم بجي منفكر كيف بدنا نخلصه على خير التي كانت تعيشها في تلك الفترة لا تقدر بثمن، كما أنها لم تشغل تفكيرها بشيء آخر، فالتفكير في المصروف العائلي قصر عمرنا سنوات , بإمكانك النظر وترى بأم عينيك الواحد الشاب او الصبية بتحسسين صارت أعمارهم بالأربعينات ولسه هم بالعشرينات , أصلا الطفل عندنا اصبح ختيار, فكل هموم الدنيا راكبتنا وسنين الحرب لعبت دورها واجا الزلزال أخيرا ليزيد الطينة بلل .

تشهد طرطوس مثل كل سورية أزمة اقتصادية خانقة من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية تزامنا مع حلول شهر رمضان على جميع الناس إضافة الى أوضاع مأساوية صعبة للغاية منعت البشر من شراء العديد من المكونات الأساسية التي اعتادوا عليها عند حلول الشهر المبارك علاوة على كل ذلك ارتفاع أسعار الأساسيات التي يحضرها الناس الصائمون على السحور بعضها مما يؤدي الى الحاجة لأكثر من راتب موظف لشهر واحد وبعضها الآخر بلغ نصف راتب وسط عجز كامل للحكومة السورية لتدارك هذه الكارثة التي تمر بها البلاد, الا انهم كانوا بارعين جدا في

فرض غرامات وضرائب وسرقة المواطن وحرمانه من الحصول على أبسط وسائل العيش لكي يفاقم قرفا وسوءا من الوضع الحياتي لذي يعيشه السوريون.