لكل السوريين

هل ستُقطع كسرة الخبز التي بقيت للنازح السوري!!!؟

محمد خليل

في 10 من تموز /يوليو ستنتهي مهلة تمديد القرار الاممي بإيصال المساعدات الانسانية عبر الحدود عبر المعبر الوحيد المتبقي من أصل أربعة معابر التي تقلصت بضغوط روسية وصينة من أربعة لا تخضع لحكومة دمشق إلى واحد وهو معبر باب الهوى في إدلب

وبدا الحديث عن هذا الموضوع في الايام القليلة التي تفصل القرار الاممي عن انهاء المهلة أو تمديدها ل12 شهرا جديدا أكثر رواج في الاواسط المحلية وايضا الدولية بعد تلويح روسيا في اكثر من مناسبة دولية بالتصويت ضد اي قرار بتمديد ادخال المساعدات

وهذا مايشخاه الكثير من المطلعين على الواقع السوري الذي انهكه اكثر من 11 عاما من الاقتتال  فحسب احصائيات الاممي فان 14.1 مليون سوري من يحتاج لمساعدات اكثر من 2.9 هم من تحت خط الفقر وهي كم هو معلوم للجميع ان هذه احصائيات ظالمة للواقع السوري الذي لم يعد يخفى على أحد حتى وصفه أحد الساسة الامريكيين بان مسألة تمديد إدخال المساعدات هي مسألة حياة أو موت

هناك أجماع دولي على تمديد ادخال المساعدات لمدة اقلها 12 شهرا والذي لا تعارضه روسيا بل تعارض الية ادخله و التي تراهن على ايصال تلك المساعدات لكل محتاج سوري ولكن عبر دمشق

ولكن هنالك سؤال عندما تم أغلاق معبر اليعربية/تل كوجر بداية 2020 هل وصلت تلك المساعدات إلى المحتاجين في شمال وشرق سوريا والذين وصلت  عددهم لمئات الالاف متوزعين على 12 مخيما اضافة للقاطنين في ازقت المدن وقراها عبر المعبر الوحيد الذي يقع في مناطق تسيطر عليه فصائل مدعومة تركياً؟  وهل هنالك ضمانات ان لا يعاد السيناريو نفسه مع حكومة دمشق وتحرم المناطق الاخرى منها!!؟

نعم يا سيدي سيعاد السناريو نفسه ولسبب بسيط هو السياسة والتي هي المتحكم بزمام الامور كافة وسيصبح الغذاء مقابل التأييد وتعود الفرصة على طبق من ذهب لحكومة دمشق لبسط شرعيتها وخاصة على الشريحة السورية المحتاجة لتلك المساعدات وبتحديد مشاريع احياء المبكر الذي تستهدف البنى التحتية  التي دمر حولي 70 بالمئة منها على جميع بقاع الجغرافية السورية

النقطة المهمة هنا التي يجب على العالم اجمع ادراك مخاطر نتائج ايقاف ادخال تلك المساعدات وخاصة ان الارقام المستفيدين منها ارقام صادمة والتي يأتي الاطفال والنساء في الدرجة الاول وعليكم التفكير في العواقب الكارثية التي ستنج عنها وعدم ذكرها لأنها اصبحت بدهية والجميع يدرك حجمها وتفاصيلها ابتداءا بالبطالة مرورا بالانحلال المجتمعي والاخلاقي وصولا للموت جوعا….

ومن محور أخر تأثيرها على منحى الازمة السورية الذي سيعود الى تأزم الذي شهدت سوريا في الاعوام ما بين 2013 وعام 2017 التي كانت اكثر سنوات الازمة السورية دموية وتفشي للإرهاب والتطرف اضافة لتهيأت الاجواء لدول الداخل في الملف السوري بسيطرة الكاملة على مفاصل الحكومية السورية ولاسيما الاقتصادية لتعويض النقص الحاصل نتيجة ايقاف المساعدات

فاليوم ننتظر 10 من يوليو القادم بكل لهفة لنرى هل سيمدد مجلس الامن القرار الاممي ونبذ تأثير ملفات الدولية على الملف السوري والنظر اليه من عين الانسانية، اما سيشارك العالم اجمع في قتل الشعب السوري بسلاح مختلف عن الرصاصة بل هي اللقمة التي يحتاجونها للاستمرار لن نقول الحياة بل مرحلة الاحتضار  التي يعيشه المواطن السوري على جميع الجغرافية السورية وخاصة قاطني المخيمات

والنقطة الاخيرة التي يجب التفكير  به بجدية اكثر من التفكير من تمديد مهلة ادخال المساعدات هي اولا تحيد المساعدات الدولية عن السياسة واعادة افتتاح المعابر كما كانت عليه في القرار الاممي الصادر في 2014 بإدخال المساعدات من اربع معابر التي يضمن وصولها بشكل عادل لكل السوريين

وثانيا هو زيادة الرقابة على توزيع تلك المساعدات وخاصة في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتشددة والتي تسيطر عليها فصائل مدعومة تركيا مثل جبهة النصرة وهيئة تحرير الشمال التي تعتبر السيطرة على تلك المساعدات هو تأمين مصدر دخل لها ماليا كونه هنالك حظر دولي على دعمها ومصنف على قائمة الارهاب