لكل السوريين

معوقات عمل المرأة

جلاء حمزاوي

لم يعد أمر عمل المرأة أو عدمه اختياريّاً، وذلك بسبب الحاجة الماليّة والأوضاع الاقتصادية السيّئة التي تتطلّب بذل الجهد المشترك بين الرجل والمرأة من أجل توفير حياة أفضل للعائلة بشكل عام.

أبرز معوّقات عمل المرأة هناك معوّقات كثيرة لعمل المرأة ومنها ما يأتي: التوازن بين العمل والبيت: حيث إنّ قيام المرأة بعدّة أدوار ومدى قدرتها على التوفيق بين تلك الأدوار هو من أكثر المعوّقات التي تواجه المرأة العاملة، ومن هذه الأدوار نذكر: دورها المهني، ودورها كزوجة في البيت، ودورها كأم ومطلوب منها التواصل مع صغارها، بالإضافة الى قيامها بأعمال المنزل، وحتى تستطيع تحقيق هذا التوازن، فلا بد لها أن تراعي التخطيط السليم لذلك وتتعامل بعقلانيّة ومهارة.

رفض بعض المؤسسات في تشغيل المرأة الأم: حيث يتم رفض تشغيل المرأة التي لديها أطفال من قبل بعض المؤسسات، وذلك بسبب ما تحتاجه بعض الأعمال من ساعات عمل طويلة، وفي بعض الأحيان تحتاج سفر إلى خارج البلاد .

التمييز: يوجد تمييز في بعض المؤسسات ضد المرأة العاملة من حيث الأجر، فتُعطى أجراً أقل من أجر الرجل. والتحرّش: بجميع أنواعه سواءً الجنسي، أو اللفظي، أو المعنوي.

كما وأن لعمل المرأة إيجابيّات عدة ومنها: تعتبر المرأة نصف المجتمع، وتمتلك طاقات عظيمة وإمكانات كبيرة لم تستهلك بعد. يعد عمل المرأة قيمة اقتصاديّة للدولة. يوسّع عمل المرأة من آفاقها، كما يبرز وينمّي مقوّمات شخصيّتها، ويشغل وقت الفراغ لديها. يشعرها بقيمتها في المجتمع. يجعلها تكتسب مهارات جديدة سواءً ذهنية أو مهنية تنمّي مواهبها وثقافتها.

تُعاني المرأة في العديد من المجتمعات حول العالم من الاضطهاد والعنف، ويعود السبب في ذلك بشكل رئيسيّ إلى الموروثات الاجتماعيّة وبعض العادات البالية التي تم توارثها عبر الأجيال، والتي قد تكون صالحة لأزمان معيّنة وغير صالحة لوقتنا الحاضر، حيث تختلف أشكال الاضطهاد من مجتمع إلى آخر، وتشيع كافة أشكاله غالباً في المجتمعات النامية أو في دول العالم الثالث، حيثما ينتشر الفقر ويشيع الجهل وانعدام الوعي بالحقوق.

ومنها أيضا؛ تقلد المناصب السياسيّة، والحرية في اتخاذ القرار وتحديد المصير في قضيّة الزواج أو العمل والدراسة في الوقت الذي تتمتع فيه المرأة بحقها في العمل والحياة والمشاركة في كافة الأنشطة الحياتيّة في المجتمعات المتقدّمة.

ومع التطور لا يزال موضوع رفض عمل المرأة مُنتشر على نطاق واسع في العديد من البلدان ويؤمن بها عدد لا محدود من الأشخاص حول العالم دون وجود أيّة مبرّرات مقنعة لذلك الرفض، حيث تجهل النساء في تلك المجتمعات حقهن في الحصول على التعليم والمعرفة، إلا أننا إذا أردنا مقارنة الوضع الحالي مع معاناة المرأة في هذا الجانب سابقاً سنجد تحسّناً ملحوظاً وتطوّراً كبيراً جداً على صعيد العمل، وعلى صعيد تقبل المجتمعات الذكوريّة تحديداً لهذه القضية

وعلى صعيد آخر هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تسعى بشكل جاد إلى منح المرأة حقوقها الكاملة، بما في ذلك حقها في التعليم والعمل، من خلال توفير فرص العمل المهني للعديد من النساء، والعمل الأكاديمي لصاحبات الشهادات العلمية المختلفة. أسباب رفض عمل المرأة تؤمن بعض المجتمعات المُتسلطة بأن عمل المرأة يُعتبر عيباً أخلاقيّاً واجتماعيّاً، وتمنع منعاً باتاً اختلاطها بالرجل.

أسباب تُعزى إلى العادات والتقاليد التي تؤمن بأن دور المرأة يقتصر على العمل داخل حدود المنزل وتربية الأولاد وإعداد الطعام للأسرة والزوج، على أن يتولى الرجل مسؤولية إعالة الأسرة مادياً وتوفير كافة مستلزمات الحياة. هناك ذعر حقيقي من استقلال المرأة مادياً، خوفاً من زيادة قوتها وتمكنها وتحررها من الرجل، وللحفاظ على خضوعها له.