لكل السوريين

الذهب يستعر.. وحمويات هو سبب “عنوستنا”

حماة/ جمانة الخالد 

يحتار محمد خاتون (28) عام، بكيفية إرضاء خطيبته بقطعة صغيرة من الذهب، لا سيما في ظل الارتفاع الكبير بأسعار الذهب في سوريا، وتدني أجور العاملين في القطاع الحكومي.

محمد شاب من مدينة حماة، ويعمل في قطاع التربية، وهو مقبل على الزواج، يقول أنها بقي لخمس سنوات يعمل كموظف ولا يوفر أي عمل بعد دوامه فعمل كسائق تكسي وفي المطاعم، لجمع مبلغ ثلاث ملايين ليرة سورية، بحسب ما قال.

ويضيف “لا أدري كم من الوقت نحتاج للعمل من أجل أن نستقر، أنا وحيد لأهلي ومعفي من الجيش، دغري توظفت، وصرلي خمس سنين جمّع بهل مبلغ، كل شيء غالي، ليرتنا ميتة، ورواتبنا نايمة”، قال محمد.

وتشهد أسعار الذهب ارتفاعاً كبير في الأسواق السورية، الأزمة السورية ليست السبب الوحيد في ارتفاع المعدن النفيس، بل يخضع للأزمات العالمية والتي أثرت بارتفاع سعره بشكل كبير خاصةً الحرب الروسية الأوكرانية.

ولا يستطيع المواطن السوري ادخار أي شيء من دخله، لكن إذا باع عقارات أو استبدلها بشيء كالأراضي الزراعية ، يمكنه تحويل دخله إلى ذهب ، حتى في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشون فيها. الناس قادرون على ادخار القليل، بسبب القوة الشرائية لليرة السورية. إنهم يعتمدون بدلاً من ذلك على بيع الأراضي، أو تحويلات كبيرة من الخارج .

وأثر الصراع في أوكرانيا على أسعار الذهب ، مما أدى إلى ارتفاعها ، خاصة بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطالبة “الدول غير الصديقة” بدفع ثمن النفط والغاز بالروبل الروسي، ما أدى لرفع سعر الذهب عالمياً وازدياد الطلب عليه مما أدى إلى ارتفاع سعره في سوريا إلى حد ما.

وأكد تجار الذهب وصاغة الذهب بحماة أن الكثير من الأهالي يشترون الذهب بغرض الادخار وليس الزينة، “تجارة الذهب ضعيفة منذ فترة ، يلجأ الناس إلى ادخار الذهب عبر الليرة والأونصة. قبل ذلك كانت الحركة جيدة جدًا ، كانت هناك حركة سياحة ويأتون لشراء قطع و موديلات شرقية ، ولكن في الوقت الحاضر يُقصد بالليرة والأوقية للتوفير للمستقبل، بينما تناقص الطلب على الحلي الذهبية “، كما قالوا.

وصل سعر جرام الذهب في حماة بداية الشهر الحالي ، إلى نحو 240 ألف ليرة سورية، أي أكثر من ضعف الحد الأدنى للأجور.

وكشف كثير من الأهالي وخاصة ممن لديهم فتيات بسن الزواج أنهم لا يلزمون الشباب الراغبين في الزواج بشراء ذهب، فيما قالت فتيات أن الذهب وتدني مستوى الأجور هو من سيكون سبب في عنوستهن، كما قلن متهكمات.