لكل السوريين

الفنون هي مفتاح لحضارة الشعوب.. نساء بانياس يثبتن جدارتهن من خلال إحياء ثقافة المنطقة

بانياس/ اـ ن

أقيمت منذ فترة عدة ندوات وحفلات إحياء تراثية في مدينة بانياس، كان أهمها معرض عشتار 2022، وتضمنت مشاركات عديدة ومتنوعة، فيما كان للمرأة دوراً اساسيا في إحياء تراث المنطقة بشكل عام؛ من خلال مشاركتها رغم ظروف الحرب والظروف المعيشية القاسية.

للاطلاع بشكل أكثر على دور المرأة وفاعليتها في هذا التراث كان لـ “السوري” زيارة ميدانية إلى إحدى الفعاليات واللقاء مع عدد منهن، ميس مصطفى الفنانة التشكيلية، تحدثت عن مشاركتها قائلا: “شاركت بعملين لهما انعكاسات لنفس الإنسانية بمرحلة معينة واخترت اللون الأزرق الذي يحتاجه الإنسان، وتابعت؛ أن هذه المعارض تفتح المجال للأنثى لتعبر عن رأيها ووجودها من خلال الأعمال التي تقدمها بالإضافة إلى لقائها بأناس لديهم مواهب مما يفتح لها المجال للانطلاق بشكل أوسع.

وذكرت ميس مصطفى: “شاركت بالكريمات الطبيعية وهذه المشاركة الثانية لي والتي فتحت لنا المجال للتعرف على أناس جدد وبالتالي زيادة التسويق لأن التجارب أثبتت أن المواد الطبيعية أفضل من غيرها”.

كما أخبرتنا إحدى أعضاء اللجنة المنظمة، انهن في فعاليات مهرجان عشتار تبدع عملن، من أجل تجميع ودعوة جمع المواهب في المنطقة وتسليط الضوء من خلال هذه الفعاليات لإعطائهم فرص أقوى للعمل.

وفي السياق ذاته قالت السيدة سوزان خضور وهي تلقب بأنها حرفية الأغذية والخيزران: “هذه مشاركتي السادسة ونحن نجحنا من هذا المعرض وتعرف علينا الناس من خلاله. لذا نعتبر المعارض الخطوة الأولى للنجاح”.

أما الفنانة التشكيلية سلاف حبيشي قالت: “شاركت بتشكيل الورق وهو فن بحاجة إلى الإبداع والصبر لأنه بحاجة إلى لف ورق بشكل كبير وهذه المشاركة الأولى لي. والناشطة ميادة ديب قالت: شاركت بأشغال يدوية وحاليا أقوم بإحياء حرفة تراثية قديمة صناعة البسط على النول وتشكيل لوحات فنية من خلال الأقمشة الموجودة في المنزل.

وأضافت أي مشاركة هي إثبات لوجود المرأة وتفريغ الطاقات السلبية وملء وقت الفراغ بالإضافة للناحية المادية لأن داخل كل امرأة موهبة لكنها بحاجة للتشجيع، وللمعارض دور كبير في تعريف الناس بأشغالنا. السيدة ابتسام معلا: شاركت بعدة أعمال فنية اكسسوار لوحات فنية وتطريز ورسم بالخيوط وشخصيات من الدوام وغيرها من الأعمال، وبعد مشاركتي خلال السنوات السابقة أرى أن هذه المعارض توسع نطاق معارفنا ونتبادل بعض الأفكار، الناشطة نهاد ريا قالت: شاركت بمنتجات كريمات طبيعية والصابون هذه المعارض ساهمت في انتشار منتجاتنا.

وباستمرار المعرض فقد تضمنت فعالياته وقفة مع الشعر وتلاها عزف على العود لزينب إبراهيم، وعلى الإيقاع لليندا إبراهيم بالإضافة لمشاركة فرقة عشتار بحفل موسيقي لاقى استحسان الجمهور، وفي لقائنا مع بعض الشاعرات المشاركات, قالت الشاعرة نعمى سليمان: مشاركتي في عشتار تبدع هي إضافة دائمة لي، فأنا معهم منذ انطلاقة المهرجان في دورته الأولى لأنني أؤمن بأن عشتار هي الأنثى الخلاقة، باعثة الحياة، تتجدد معها دروب الأمل، تشرق بها البلدان، عشتار هي روح وثابة في كل أنثى تجيد العطاء والبعث.

وذكرت؛ الفنون هي مفتاح لحضارة الشعوب، والتقدم الفكري ينعكس مع مدى الاهتمام بالفنون عامة فهي سبيل للتقدم والانفتاح ورسم معالم للعقل بطريقة إبداعية، والشعر رسم من نوع آخر فهو مكمل للمعارض ومكمل للموسيقا، هذه الفعالية تؤكد بأن المدينة البحرية بانياس مدينة معطاءة تحب فعل الحياة وتجيد الحب الموسوم بكل عمل موجود في المعرض، في الختام لابد من توجيه الشكر لقصر الثقافة لأنه راع للجمال وراع لمسيرة الفنون.

وبدورها الأديبة لميس بلال قالت شاركت: “بقصائد بعنوان دمشقية، تجديف، خطوات التيه، وهي قصائد تفعيلة خاطبت فيها أكثر من مستوى كعادتي أضمن معنى بعيد يشير إلى أسطورة أو فكرة أؤمن بها إضافة الى الصور والأساليب البلاغية التي تسعد المستمع في قالب موسيقي رشيق”.

وأضافت: هذه المعارض مهمة جدا لنشر الثقافة وتوطينها والتعريف بالمثقفين الحقيقيين وتوسيع جمهورهم وشد الأهالي لزيارة المراكز الثقافية.

كذلك قالت الأديبة مرام عباس تقول: “بما أننا في حضرة عشتار. فالقصائد جاءت من وحيها لتؤكد على التجدد والخصوبة والحب وأهمية المرأة شاركت بقصائد تعكس عمق التشتت الإنساني والاضطراب الذي نعانيه في حياتنا اليومية، هي قصائد مراهقة بطبعها، عنيفة حينا وهادئة حينا ومتعبة حينا أخرى، مراهقة كمشاعرنا وأفكارنا مرهقة حين تلومنا ومراهقة حين تسعدنا، وهي بعنوان أيلول، عيناكِ جميلة، لماذا وأنا لا يشبهني أحد، بالإضافة للعديد من الخواطر 5 خواطر قصيرة وهذه القصائد والخواطر وغيرها جزء من كتاب سيصدر قريبا بعنوان خواطر مراهقة.”

وقالت لنا الشاعرة لينة الفران، إنها شاركت بقصيدة نثرية تحتَ عنوان (يجيب قلبي) تحدثت فيها عن سؤال تكرر طرحه أمامي حول الشخص الذي يشكل غيابه اختلالا في سلم القلب الموسيقي، وان إقامة هذه المعارض ضروري في مدينتنا، فهي تتناسب مع الجميع لتنوع النشاطات التي تقدم فيها، ولن أنسى أن أشكر جميعَ القائمين عليها.