لكل السوريين

“عنف نفسي واجتماعي”.. منظمة دولية تتحدث في تقرير لها عن الوضع المأساوي لنساء شمال غربي سوريا

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها الأسبوعي عن استمرار وجود حالات عنف بحق النساء اللاتي يعشن في شمال غربي سوريا، لافتة إلى أنهن تعانين من عدة نواحي، أبرزها الناحية الاقتصادية، ناهيك عن العنف القائم على الحالة الاجتماعية والزواج المبكر.

واعتبرت المنظمة التي تتلقى الدعم من كافة دول العالم أن الوصول إلى حياة سلسلة موفر فيها كافة الخدمات والرعاية الصحية يعد التحدي الأكبر للمنظمة بشكل عام، وذلك بسبب انعدام الأمن وبعد مرافق الرعاية عن منطقة شمال غربي سوريا، ناهيك عن ارتفاع تكلفة التنقل والخدمات.

وقالت المرجع الطبي في أطباء بلا حدود في سوريا كارولين ما سوندا، “أنجبت امرأة رضيعها على باب المستشفى الذي تدعمه المنظمة بعدما قطعت مسافة طويلة للوصول إليه، لقد كانت تنتظر جمع مبلغ كاف من المال لتغطية تكاليف التنقل بسبب عدم توفر أي سيارة إسعاف، إن هذا الوضع مقلق فمن شأن التأخر في الإنجاب أن يتسبب بمضاعفات طبية على الأم والطفل على حد سواء”.

وقد استنزفت 11 عامًا من النزاع المسلح صحة النساء النفسية، بحيث تعاني كثيرات من القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الأزمة بحسب التقرير، وتجمع النساء المراهقات اللواتي يتلقين الدعم النفسي في مرافق “أطباء بلا حدود” في شمال غربي سوريا على أن معاناتهن ترتبط بالنزاع بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأوضحت مسؤولة التوعية الصحية في المنظمة، “لقد أحلت مؤخرًا أُمًا لخمسة أطفال تبلغ من العمر 25 عامًا لاختصاصي في العلاج النفسي، إذ بدت عليها عوارض الاكتئاب، وكانت تشعر بحزن بالغ حتى أنها فقدت القدرة على إرضاع طفلها الذي وُلد حديثًا”.

وتوفر “أطباء بلا حدود” الخدمات الصحة والإنجابية للنساء في المنطقة منذ العام 2012، وتتضمن رعاية ما قبل الولادة وما بعدها والرعاية للأطفال حديثي الولادة، كما تجري عملية التوليد الطبيعي وعمليات التوليد القيصرية، وتوفر استشارات نسائية وخدمات تنظيم الأسرة والدعم النفسي.

وفي العام 2021 ساعدت “أطباء بلا حدود” في إجراء حوالي 18 ألف ولادة طبيعية وقيصرية في محافظتي حلب وإدلب، وقدمت أكثر من 200 ألف استشارة مرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المتنقلة التي تدعمها، وفي المخيمات التي تقصدها فرق “أطباء بلا حدود” في عيادات متنقلة، دائمًا ما تعرب النازحات عن القلق حيال انخفاض توفر خدمات رعاية الأمومة والطفل في المنطقة.