لكل السوريين

محافظة السويداء.. جرائم تهزّ الرأي العام بالمحافظة

السويداء/ لطفي توفيق 

اعترض مسلحون سيارة مدنية تقل عائلة مؤلفة من أب وأم وثلاثة أطفال، على طريق دمشق السويداء قرب مدينة شهبا، واستهدفوها بالرصاص، وأضرموا النار فيها بعد إخراج العائلة منها، ثم غادروا جنوباً باتجاه مدينة السويداء.

وأُسعف أفراد العائلة إلى مشفى السويداء الوطني، حيث وصل الأطفال مصابين بجروح متفاوتة ولكنها ليست خطيرة، كما كانت والدتهم بحالة صحية مستقرة.

بينما كان وضع الأب حرجاً، حيث تبين أن المسلحين اطلقوا النار عليه وتركوه على قارعة الطريق وهو مصاب بطلق ناري بالبطن، وفارق الحياة بعد خضوعه لعمل جراحي.

ولف الغموض الحادث وأسبابه ودوافعه، خاصة أن رب الأسرة المستهدفة الذي يعمل في مجال الشاحنات الثقيلة لا سوابق له، وهو معروف في قريته بعدم وجود أي خلافات له مع أحد.

ويبدو أن أفراد المجموعة المهاجمة أخطأوا الهدف، حيث أشارت اعترافات نسبت لهم إلى أنهم كانوا يتعقبون شخصاً آخر من مدينة صلخد، ظنّوا أنه كان بداخل السيارة التي اعترضوها.

اعترافات وتسريبات

تكشفت بعض تفاصيل الحادث بعد أن تمكنت مجموعة مسلحة أخرى تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، من توقيف المسلحين الذين استهدفوا السيارة المدنية والتحقيق معهم قبل تسليمهم لفرع الأمن الجنائي.

وحسب ما تسرب من معلومات عن اعترافاتهم، فهم يتبعون لمجموعة المقاومة الشعبية التي برزت مؤخراً بإعلانات القبض على بعض اللصوص.

وأشارت التسريبات إلى وجود مهمات معهم من فرع أمن الدولة، الأمر الذي نفاه الفرع، وأشار على لسان رئيسه إلى أن أحد الموقوفين كلف بمهمة مدتها يوم واحد لإعادة شخص من دمشق إلى السويداء، واعتبر أن الصفحات التي تتهم الفرع تسعى لإثارة الفتنة.

وقد هزت هذه الجريمة الرأي العام بالمحافظة، وتنامى اعتقاد بأن التداخل بين مهمات الأجهزة الأمنية وبين مجموعات تدّعي ملاحقة عصابات السرقة والخطف والقتل، وهي لا تختلف عن هذه العصابات، سيؤدي إلى مزيد من الفلتان الأمني، وربما يقود إلى مواجهات محلية مدمرة.

وحش بشري

وتمثلت الجريمة الأخرى باختطاف فتاة مريضة والاعتداء عليها، حيث اختفت فتاة لا يتجاوز عمرها 18 عاماً، تحمل بطاقة ذوي احتياجات خاصة، بعدما خرجت من منزل ذويها لشراء الخبز.

وبعد اختفائها أبلغت عائلتها الفعاليات الاجتماعية في بلدة رساس جنوب مدينة السويداء، حيث تقيم الفتاة مع عائلتها منذ بداية الحرب.

فانطلقت مجموعات أهلية للبحث عنها، إلى أن تبين أنها مختطفة من قبل شخص في أواخر الخمسينات من عمره يقيم في البلدة وهو ليس من سكانها أيضاً.

فداهمت المجموعات المنزل وحررت الفتاة وألقت القبض على الخاطف، وسلمته للجهات الأمنية المختصة.

في حين تم نقل الفتاة إلى مشفى السويداء الوطني، وبعد الكشف الطبي عليها، تبين أنها تعرضت لعملية اغتصاب وحشية من قبل الخاطف.

وأثارت الحادثة غضباً عارماً في القرية، وتضامنت الفعاليات الاجتماعية والأهلية مع الفتاة وعائلتها، وطالبت بتطبيق أقصى العقوبات بحق المجرم الذي وصف بالوحش البشري.