لكل السوريين

الصقيع يجهز على جهود المزارعين في درعا

درعا/ محمد الصالح 

ضربت موجات الصقيع التي اجتاحت المنطقة مؤخراً، معظم المزروعات في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي من محافظة درعا، مما أدى إلى خسارة المزارعين لمعظم محصولهم،

وأكد العديد من مزارعي المنطقة أن الخضروات التي كانت على وشك الإنتاج تضررت بسبب موجات الصقيع التي قضت على كل المحاصيل، مما أدى إلى ضياع جهود المزارعين والتكاليف الباهظة التي تكبدوها خلال زراعتها في الأشهر الماضية، خاصة بعد ارتفاع أسعار كل مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات حشرية ووقود وأجور اليد العاملة بشكل كبير.

وأشار المزارعون إلى أن الصقيع لم يتلف المحاصيل المزروعة فقط، بل قضى على شتول البندورة والفليفلة والكوسا في البيوت البلاستيكية، التي كان يتم إعدادها لزراعتها لاحقاً، مما سيؤدي إلى تراجع إنتاج هذه المحاصيل خلال الموسم الحالي، وارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق أكثر مما هي مرتفعة.

وشكلت الدوائر الزراعية في المناطق المتضررة عدة لجان للكشف على الحقول، وحصر المساحات المتضررة لكل محصول، وبدأت عملها بالتعاون مع دائرة صندوق الجفاف بالمحافظة.

قلق المزارعين الدائم

يتخوف المزارعون من أن تكتفي لجان الكشف على المحصول التالف، بحساب المساحات وتسجيلها، دون تقديم تعويضات للمزارعين عن خسائرهم كما حدث أكثر من مرة في السابق.

كما يشعر المزارعون بقلق دائم على مصير محاصيلهم الزراعية بكل الأحوال.

فعندما يكون الإنتاج وفيراً، لا يتمكن المزارعون من تخزينه محلياً لبيعه بظروف وأسعار مناسبة، في ظل نقص المحروقات وعدم كفايتها لتشغيل البرادات لفترات طويلة.

وتتسبب وفرة الإنتاج مقابل ضعف الطلب، بتدني الأسعار في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة، وضعف التصدير باتجاه الدول المجاورة ومخاطره.

حيث يؤدي توقف البرادات المحمّلة بالخضروات السريعة التلف على الحدود السورية الأردنية لفترات طويلة، إلى تلف هذه الخضروات وغالبيتها من البندورة التي لا تتحمل التخزين في الأجواء الحارّة.

والأمر مماثل على الحدود الأردنية السعودية، فغالباً ما يتم إغلاق معبر الحديثة بوجه الشاحنات السورية وتمنع السعودية دخولها إلى أراضيها لسبب أو لآخر.

مما يضطر المزارعين إلى ترك مزروعاتهم حتى تنضج تماماً لإرسالها إلى معامل الكونسروة، وبيعها بأسعار زهيدة.

يذكر أن منطقة حوض اليرموك تعتبر المزوّد الرئيسي لمحافظة درعا بالخضروات، وتتركز فيها زراعة الخضروات الباكورية التي تنزل إلى الأسواق بأسعار مناسبة وتسد حاجتها.

ويتم توزيع الفائض منها في محافظات أخرى، وتعتبر هذه الزراعة مصدر الرزق الرئيسي للعديد من أهالي المنطقة.