لكل السوريين

مخيم الأرامل شمال إدلب.. واقعٌ يفرض على قاطاناته حياةً مأساوية، بين تخوف من النزوح واستمرار السرقات

أنهكت الحرب الدائرة في سوريا كل مكونات الشعب السوري وشرائحه، فلم يسلم منها لا رجل ولا امرأة ولا عجوز ولا طفل، فالمرأة نالت الحصة الأكبر من المعاناة، واتضح ذلك عندما قام مراسل صحيفتنا بإجراء جولة داخل مخيم الأرامل في ريف إدلب الشمالي، استطلع من خلالها أوضاع القاطنات فيه.

ويقطن في المخيم عدد كبير من الأرامل، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وأغلب القاطنات فيه هن من مناطق سورية عدة كـ ’’الغوطة الدمشقية، درعا، وأرياف دمشق’’.

والتقت كاميرا صحيفتنا بالمواطنة فضيلة أم محمد وهي نازحة من وادي بردى بريف دمشق، وتقطن حاليا بمخيم الأرامل، وهي معاقة بعد أن أصيبت بقذيفة أدت لبتر إحدى ساقيها.

فضيلة قالت “تنقلنا أكثر من ثلاث مرات، الوضع لا يطاق، وأخيرا انتهى بنا المطاف هنا في هذا المخيم، لا ندري أين ستكون الوجهة القادمة، النظام لا يزال يواصل تقدمه، التنظيمات الإرهابية باتت عاجزة عن تقديم أي شيء لنا”.

وأضافت “نعاني الكثير من الصعوبات في هذا المخيم، ولا سيما في المجال الصحي، كما ونعاني من قلة الأدوية والرعاية والإهمال، الغلاء ساهم في تضاعف معاناتنا، المرتزقة لم يتركوا لنا شيئا سرقوا كل شيء، هم لصوص بالفعل”.

بدورها أم شادي وهي سيدة أربعينية نازحة من ريف حمص، وتحديدا من الرستن، لها من الأولاد 7 أطفال، توفي زوجها في سجن صيدنايا، وترك لها بحسبها هي حملا ثقيلا، سبعة أطفال وكلهم صغار، وأخيرا عصفت بها الحياة في هذا المخيم، بلا مأوى، ولا يوجد فيه أدنى مقومات الحياة.

وعن دور المنظمات في مساعدتهن، قالت أم شادي “المنظمات استغلت حقوقنا، جميع القائمين على العمل في المنظمات هم أتراك، دون رادع أخلاقي أو أي محاسبة، لا مدارس لا رعاية، نحن في أسوء الأحوال، البرد قارس لا نريد سوى أن نعيش”.

أم محي الدين نازحة من حي جوبر الدمشقي أرملة ولها من الأولاد 4 وكلهم معاقين جسدياً وعقليا، حدثتنا عن واقعها ومعاناتها حيث الألم والقهر اجتمعا في دمعة مع غصة، تأثرا بهذا الواقع المرير وما آل لهذا الشعب من ويلات وقهر وتشرد وفقر طمس معالم الكبرياء والعفة، تقول “الأتراك نصبوا لنا فخة، ووقعنا بها لم نعد نقدر على العودة إلى منازلنا، والوضع هنا سيء، الآن يفاوضون على دمائنا ومعاناتنا”.

وتتخوف النسوة الثلاث من هجوم محتمل للنظام على أرياف إدلب الشمالية، وإن لا يتوقعن ذلك في الوقت الحالي، مما يضاعف بحسبهن هن الوضع وسيزيد من أوضاعهن المعيشية تعقيدا، في وقت لا يقوم فيه الجانب التركي باعتباره الضامن للتنظيمات الإرهابية كـ ’’جبهة النصرة، والجيش الوطني، وأحرار الشام’’ وغيرها من التنظيمات الإرهابية.