لكل السوريين

مسؤول بحزب الوحدة الكردي في سوريا يؤكد: “لو خرجت الأمور عن السيطرة في الحسكة لوصل التنظيم لقلب دمشق”

حاوره/ أحمد سلامة

أكد مسؤول العلاقات لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية، أن تنظيم داعش تنظيم إرهابي على مستوى العالم أجمع، ويرى هذا التنظيم كل الكرة الأرضية ساحة للقتال، وبالتالي شكل خطر كبير على كل دول العالم، لافتا إلى أن تعدد عملياته الإجرامية في مناطق متفرقة من العالم الهدف منها إبقاء تلك البلدان في حالة خوف وذعر دائمين، معتبرا أنه في حال خروج الأمور عن السيطرة في سجن الصناعة في الحسكة لكان التنظيم قد وصل لقلب العاصمة دمشق وحتى للمناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي.

وزاد مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي من نشاطهم مؤخرا، وآخرها كان التمرد الأخير في سجن غويران في الحسكة، الذي ترافق بشن هجمات متفرقة في بعض مناطق شمال شرقي سوريا، بالإضافة لبعض الاستهدافات في بعض المناطق السورية الأخرى.

وحول هذا الموضوع، أجرت صحيفتنا حوارا مطولا مع مسؤول العلاقات في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، محمد حمي، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

– تزامن هجوم تنظيم داعش على سجن غويران بالحسكة مع ذكرى تحرير كوباني، برأيك لماذا؟

لا شك أن خطورة هذا التنظيم لا تقتصر على مكان دون الأخر، إلا أن هناك بعض الداعمين له من أجندات خارجية لتحقيق مصالح لهم تعتمد على عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، وذلك من خلال دعمه لوجستيا أو عن طريق توفير بيئية آمنة لهم من أجل استخدامهم في الزمان والمكان الذي يريدونه.

لذلك تسعى هذه الدول التي تعتبر الراعي الاول للإرهاب في استخدام مثل هذه الاوراق من فترة لأخرى، وقد أثبت قوات سوريا الديمقراطية أنها هي القوة الوحيدة التي تقف في وجه هذا التنظيم، كما وأن حكومة مثل “دمشق” بعتاد جيشها وقوته قد هربت ولم تدافع عن الأراضي التي كانت تحت سيطرتها في العام “2014”.

تنظيم داعش من خلال الدراسات التي كانت تقام عليهم، أثبتت أنه يختار الزمان والمكان من خلال الدول التي تقف وراءهم، وأن الذي خطط للهجوم على سحن غويران في الحسكة، هو نفسه الذي كان وراء الهجوم على عفرين، وهو العقل المدبر لتهجير الأهالي في الحسكة وعفرين بهدف حداث تغير ديمغرافي في المنطقة، وذلك لإعادة المأساة التي حدثت في عفرين.

– برأيك، ما الأهداف من الهجوم الأخير لداعش ومن المستفيد الأكبر؟

أهداف الهجوم كبيرة وعديدة وكثيرة، ومنها ضرب الادارة الذاتية ومكتسباتها وخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني، وكذلك ضرب السلم الأهلي والتعايش المشترك بين مكونات القاطنة في شمال شرق سوريا، وعدم استقرارها وإعادة الخوف والرعب إليها، ليثبت أنه قوي ونشط وستحرك متى يشاء، وأكبر المستفيدين دولة الاحتلال التركي، وذلك بسبب الاستقرار الذي تشهده مناطق الإدارة الذاتية ونجاح مشروع الأمة الديمقراطية.

– ما الفائدة التي تريدها دمشق وما هو موقفها؟

موقف دمشق كان سلبيا من الهجوم على سجن غويران، وهو نابع من ذهنية شوفينية حاقدة على الشعب الكردي، متناسيا أن الكرد والعرب هم جزء لا يتجزأ من سوريا، ورأينا كيف أن إعلام النظام يقف جنبا إلى جنب مع الإعلام التركي وكان بوقا له في الآونة الأخيرة.

– باعتقادك، ما هو المطلوب لإنهاء ملف داعش؟

المطلوب هو الالتفاف حول الإدارة الذاتية من الداخل، والاعتراف بها والتعامل معها وفرض عقوبات وقيود على تركيا لردعها كونها رأس الإرهاب غربيا بشكل عام وامريكيا بشكل خاص كونها ترأس التحالف الدولي لمحاربة داعش، وعلى إقليم كردستان أن يفتح الحدود مع الإدارة الذاتية، وفتح البوابات العراقية والمعابر بشكل دائم مثل معبر “سيمالكا واليعربية”.

ومن الناحية الثانية تطوير المناهج الدراسية والتركيز على الحشد الجماهيري من خلال الندوات والحوارات، وخاصة من النخبة والمثقفين لكافة مكونات السكانية في مناطق الادارة الذاتية، وتكثيف التعاون مع منظمات المجتمع المدني، للتخلص من أثار داعش وتطرفه.

– كيف سيكون سيناريو المنطقة لو خرج الوضع عن السيطرة؟

لو خرجت الأمور من يد قوات سوريا الديمقراطية لشهدنا فلتان أمني وذعر ورعب وخوف، ولن يقتصر على مكان واحد بل سيصل إلى دمشق والمناطق العراقية وحتى في مناطق الفصائل الموالية لتركيا ودول العالم كافة، وسوف يكون هناك تحرك لخلايا داعش في الغرب والقيام بعمليات إرهابية تعود بنا لمشهد الدمار والموت الذي ساد في سنوات سيطرت التنظيم الإرهابي.

– ما هي الرسالة من مقتل قرداش زعيم داعش ومن المستفيد؟

هي رسالة لتركيا قبل غيرها كونها تدعم الحركات المتطرفة بشكل عام وفي سوريا والعراق بشكل خاص، وأيضا رسالة للفصائل السورية المتطرفة بأن دورها على وشك الانتهاء، والمستفيد الأكبر من مقتل قرداش هي كل دول السلام التي تحارب العنف والتطرف في كل أنحاء العالم، وأن الإرهاب مصيره إلى الزوال والهزيمة.

– الهجوم التركي الأخير على مناطق التماس مع المناطق المحتلة بأرياف الحسكة كان بدراية أمريكية، ما تفسيرك لذلك؟

الهجوم التركي على شمال شرق سويا قد يكون تبادل معلومات أو قصف مناطق بدل مناطق، والواقع يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتخلى عن حليفتها تركيا ببساطة، بالمحصلة هما دولتان حليفتان في حلف التانو، الولايات المتحدة لها مصالحها مع قسد ومع تركيا، وهي قادرة الأن العمل مع الطرفين في ظل وجود شبح داعش في المنطقة، وهذا يدل عليه حرب قسد مع تركيا بالطائرات المسيرة دون اعتراضها من قبل القوات الأمريكية.

– وجود قرداش ومن قبله البغدادي في منطقة نفوذ خاضعة لتركيا ماذا يعني؟

وجود قرداش في منطقة نفوذ تركيا أمر طبيعي، لأن جميع الحركات المتطرفة في العالم تعود إلى مدرسة واحدة وهي مدرسة الإخوان المسلمين الممثلة بحزب العدالة والتنمية التركي، لو لم تكن هذه العلاقة استراتيجية لكان مثلا قتل قرداش بالكويت أو الجزائر أو غيرها على سبيل المثال، لأن جهاز المخابرات التركي يدير جميع التنظيمات المتطرفة في العالم، فهذا هو المكان الطبيعي لقرداش ومن قبله البغدادي.

– الإشادة الأمريكية بقوات سوريا الديمقراطية سواء في السيطرة على السجن أو في مقتل قرداش أزعجت دمشق وأنقرة، لماذا؟

الإشادة الأمريكية بقوات سوريا الديمقراطية شيء طبيعي، وانزعاج النظام السوري والتركي أيضا طبيعي، لأنهم يدركون جيدا بأن قسد متمثلة بمسد لإدارتها سياسيا، لأن مسد لها رؤية لحل الأزمة السورية، وخوف النظام من قسد ومسد لأنها تدرك أنهم البديل بحسب تصريحات النظام المتكررة أن سورية لن تعود إلى ما قبل عام 2011، وبالتالي فأن تخوف نظام الاحتلال التركي وحكومة دمشق أمر طبيعي في ظل انتصارات قسد عسكريا وقوة مسد ونجاح مسد سياسيا.

– تقيمك لردة فعل قسد بعد تمرد داعش؟

تعتبر ردة فعل قسد دليل على التمرس والقدرة على التعامل مع هذا التنظيم، كما هو معروف أن قوات سوريا الديمقراطية هي من حررت مدينة الرقة من إرهاب داعش، فأصبح لديها الخبرة والمعرفة لكيفية التصدي لأي هجوم إرهابي، وأصبحت قوة منظمة أثبتت من خلال معاركها في كوباني والرقة ودير الزور سابقا، وإحباط محاولة التمرد والعصيان في سجن غويران مؤخرا، وتصديها للاعتداءات التركية المتكررة على مناطق شمال شرقي سوريا.