لكل السوريين

أهالي سلمية ومعاناة الكهرباء حكاية لا تتوقف

حماة/ جمانة خالد 

ازداد، مؤخراً، معاناة سكان مدينة السلمية وسط سوريا بسبب برنامج زيادة ساعات تقنين الكهرباء الذي تعتمده الحكومة السورية مع دخول فصل الشتاء.

وتقع السلمية على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة حماة وهي مدينة ذات أهمية تاريخية حيث تعدّ مقراً رئيسياً للدعوة الإسماعيلية الباطنية.

وتشهد المدينة انقطاعاً للتيار الكهرباء لمدة 20 ساعة مقابل التغذية لمدة أربع ساعات فقط وفق برنامج مؤسسة الكهرباء في محافظة حماة.

في الوقت الذي أعلن وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة إنتهاء أعمال الحفر الاستكشافية في بئر “زملة المهر 1” بتدمر بإكتشاف جديد للغاز وذلك بعد نجاح الاختبارات للنطاق الحامل للغاز.

وأضاف الوزير بحسب صفحة وزارة النفط والثروة المعدنية على “فيسبوك” أن عمليات تقييم ستتم لمعرفة حجم الإنتاج وربط هذا البئر إلى شبكة الغاز خلال الفترة المقبلة.

وصرح بأنه سيتم حفر آبار إضافية في الحقل من أجل تقييم الإحتياطي الغازي.

ورغم ذلك لا تزال ساعات التقنين تشهد تراجعاً “قرارات التقنين تخضع لبرنامج من مؤسسة الكهرباء في حماة” بحسب موظف في مديرية كهرباء حماة.

وأضاف أن “كل ما يستطيعون فعله هو فقط إصلاح أعطال الكهرباء في أحياء المدينة، وتحديد أحياء القطع، وأحياء الوصل الكهربائي”.

وقال مصدر أهلي مقيم في السلمية إن انقطاع الكهرباء يتسبب بانقطاع مياه الشرب بسبب عدم تقاطع ساعات وصل الكهرباء مع ضخ المياه.

من جهة أخرى، أشارت امرأة من سكان السلمية فضّلت عدم كشف اسمها إلى إن “الانقطاع الطويل للكهرباء يشل الحياة بشكلٍ كامل” على حد وصفها

وأضافت “ألبس صغيري ثلاث أو أربع كنزات لكي يشعر بالدفء، والوضع بات يستدعي الشفقة مع تخفيض كميات مازوت التدفئة من 200 إلى 100 ليتر للأسرة”.

بيع الكهرباء للمعامل

حيث نفى المدير العام لشركة كهرباء حماة “أحمد اليوسف” قطع التيار الكهربائي عن منطقة “السلمية” وبيعه للمعامل المحيطة بالمنطقة بعد اتهامات واجهها من قبل الأهالي.

وزعم “اليوسف” أن برنامج التقنين الكهربائي الراهن 5.1 ساعات وصل و5.4 ساعات قطع، يطبق بعموم محافظة حماة على حد سواء، وأن كل ما يقال ويشاع غير ذلك فهو عار عن الصحة.‏

كما نفى “اليوسف” بيع التيار للمعامل على حساب المواطنين، ووصفها بأنها “إشاعة”، زاعما أنه ثمة منشآت لها خصوصية معينة تميز بالتقنين بناءً على طبيعة عملها وبموافقات وزارية.‏

وتداول المواطنون بأن شركة كهرباء حماة قطعت التيار الكهربائي عن مدينة سلمية وبيعه للمعامل الواقعة على طريق سلمية – حماة.

وأضاف اليوسف أن خط “مجبل الزفت” غرب سلمية يغذي مطحنة النواعير التي توفر الدقيق للجيش، ويطبق عليه برنامج تقنين لمدة 8 ساعات متواصلة من الثانية بعد ‏الظهر حتى العاشرة مساء، رغم التوجيهات الوزارية باستثناء هذا الخط من التقنين ‏الكهربائي لتأمين الطحين للجيش.‏

وعلّق الأهالي عبر صفحات التواصل اﻻجتماعي بأن “مؤشر الكذب، كل ريف حماه أحسن من سلمية ليش عم تلف وتدور”.

وقال “اليوسف”، إن مخصصات المحافظة 240 ميغا وفي الليل تنخفض لـ 220 ميغا، بحسب التوريدات العامة.‏

الكهرباء تؤثر على المياه.

بيَّنَ رئيس وحدة مياه سلمية غازي الصطوف، أن التقنين الكهربائي الطويل، وشح المازوت، هما السبب الرئيسي في تأجيل ضخ المياه لأحياء المدينة، لعدم كافية المياه التي تم تخزينها في خزان جبل عين الزرقاء.

وأوضح أن الوارد المائي لمحطة ضخ القنطرة المعفاة من التقنين الكهربائي، نحو 10500 م3 / 24 ساعة، ولكنها لاتكفي فيتم الاستعانة بمحطة التحلية الأساسية الداعمة و الواقعة بمقر الوحدة، والتي تضم بئرين غزارتهما نحو 200م3 / بالساعة، والتي تحتاج إلى 80 لتراً من المازوت بالساعة.

ويعود سبب هذا الواقع المؤلم إلى برنامج تقنين الكهرباء المطبق حالياً، ومدته 5 ساعات قطع و 1 ساعة وصل، وأحياناً نصف ساعة فقط، وهو ما يعني عدم كفاية الكهرباء لتشغيل المحطة الداعمة، والاستعانة لتشغيلها بالمازوت، ولكن المتاح منه لا يكفي إلا لبضع ساعات، لذلك تم تأجيل ضخ المياه للحي الغربي إلى مساء الغد، ريثما يتم تجميع كمية كبيرة من المياه بخزان الجبل تكفيه.

التقنين يدفع للسرقة

حيث انقطعت الكهرباء عن عدد من منازل بلدة في محافظة حماة السورية بسبب السرقة وليس التقنين.

بعد تعرّض شبكات التوتر المنخفض الهوائية في السعن القبلي بمنطقة سلمية تعرضت للسرقة من مجهولين “ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن قسم كبير من المنازل”.

وقال مسؤول في كهرباء حماة إن “أعمال التخريب المتعمدة والتعديات والتجاوزات التي تتعرض لها مكونات الشبكة الكهربائية ازدادت مؤخرا في معظم المناطق واستغل ضعاف النفوس الظروف الراهنة، لسرقة الكابلات والتجهيزات النحاسية بهدف الاستفادة من بيعهم لمادة النحاس”.

وكان قسم كهرباء السلمية في شركة كهرباء حماة أعلن أن من وصفهم ب “خفافيش الليل ودواعش الداخل” أقدموا على سرقة شبكة كهربائية مسافتين في منطقة السعن القبلي في المدينة.

ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها إذ سبق أن أعلنت كهرباء حماة عن واقعة سرقة أسلاك نحاسية بهدف بيعها في ريف المحافظة.