لكل السوريين

بين روسيا والغرب.. أصوات طبول الحرب تعلو على صوت الحوار

تقرير/ لطفي توفيق

طغى صوت قرع طبول الحرب بين روسيا والغرب، على صوت الدبلوماسية والحوار، فيما يتصاعد التوتر على الحدود الأوكرانية، في وقت قالت فيه روسيا إنها لم تستبعد الحلول الدبلوماسية بعد، ولكنها فتحت نافذة واسعة على الحرب، إذ قالت إن خبراء عسكريين يجهزون خيارات، تحسباً للفشل في تهدئة التوتر بشأن أوكرانيا.

ويرى مراقبون بوادر هجوم عسكري روسي وشيك، بعدما استكملت موسكو تواجد قواتها على الحدود الأوكرانية، بما يمكنها من القيام بعملية عسكرية تحسم الوضع لصالحها في المنطقة.

ورغم أن الرئيس الروسي اعتاد التلويح باستخدام القوة خلال الجهود الدبلوماسية، فإن موسكو تبدو أنها تجهز لعمل أكبر من التلويح بالقوة هذه المرة.

فقد تصاعد موقفها، من رفض عضوية أوكرانيا في الناتو، إلى رفض التعاون الدفاعي المتنامي بين أوكرانيا والغرب.

وعلى الأرجح أن روسيا لا ترى أفقاً لحل دبلوماسي، في ظل تزايد تقارب أوكرانيا من المحور الأميركي، وترى أنه لابد من الحرب، رغم معرفتها بأن استخدام القوة لن يكون دون عواقب، وربما باتت تعتقد أن الخيار العسكري اليوم سيكون أقل كلفة من الغد.

استعداد أميركي

مع أن الروس لم يحسموا قرارهم بشأن غزو محتمل لأوكرانيا بعد، حسب الاستخبارات الأميركية، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، إلّا أنه أكد استعداد بلاده لكل السيناريوهات مع روسيا، لجهة مواصلة الحوار، أو تقديم “رد حازم” في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم.

وقال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض “نحن مستعدون لكل السيناريوهات.. نحن مستعدون لإحراز تقدم على طاولة المفاوضات.. ونحن جاهزون لاتخاذ الخطوات الضرورية والمناسبة للدفاع عن حلفائنا ومساندة شركائنا والاستجابة لأي عدوان قد يحصل”.

وأشار ساليفان إلى استمرار التنسيق المكثف مع شركاء أميركا حول اتخاذ “تدابير اقتصادية صارمة رداً على أي غزو لأوكرانيا”.

وأعرب عن ثقته بوحدة الموقف بين الولايات المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بعقوبات محتملة على روسيا في حال قامت بغزو أوكرانيا.

وأوضح أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن ضفتي الأطلسي “لديهما بالتحديد القائمة نفسها بكل تفاصيلها، لكني واثق من أن الأميركيين والأوروبيين قادرون على العمل بشكل موحد على تطبيق تدابير اقتصادية صارمة”.

قلق أوروبي

قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، إن التكتل الأوروبي يتابع التطورات المتسارعة بالمنطقة، وأشار إلى أن الرأي العام في التكتل يشعر بقلق بالغ من هذه الأوضاع.

ونقلت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية، عن قرائها قلقهم من عدم ضبط النفس الضروري في ظل توازن القوى العالمية الذي يتم انتهاكه في الوقت الراهن، وخاصة من الغرب.

كما أكد قائد الجيش البريطاني أن خطر اندلاع حرب عرضية بين الغرب وروسيا أكثر احتمالاً مما كان عليه خلال الحرب الباردة، نظراً لغياب العديد من الآليات الدبلوماسية التقليدية، في عالم متعدد الأقطاب.

وحذر السياسيين البريطانيين من إثارة التوترات غير الضرورية، بما قد يؤدي إلى “الوقوع في تصعيد يفضي إلى تقديرات خاطئة”.

وكان وزير خارجية بولندا قد قال أمام المنتدى الأمني “يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الآن أكبر منه في أي وقت خلال الثلاثين عاما الماضية”.

وكشفت تصريحاته مدى القلق الأوروبي بشأن من حدوث مواجهة مع روسيا.

طريق مسدود

في ظل استمرار تهديد المصالح الروسية في أوكرانيا، ورغبة موسكو في إثبات نفسها كلاعب دولي رئيسي وتراجع دور الردع الأميركي، فإن احتمالات الحرب قد لا تكون بعيدة، حيث تقول روسيا إن الحوار مستمر لكنه “وصل إلى طريق مسدود”، حول سعيها لإقناع الغرب بمنع انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي ووقف توسع الحلف في أوروبا، وهي مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها مستحيلة.

ومع أن روسيا تنفي التخطيط لغزو أوكرانيا، لكن الحشد العسكري الروسي الكبير على حدودها أجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على الجلوس إلى مائدة التفاوض.

ومع ذلك لم تحدث أي انفراجات جدية للأزمة خلال مفاوضات اجتماع فيينا الذي جاء عقب محادثات بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف، ولا في الاجتماع الذي عقد بين روسيا وحلف الأطلسي في بروكسل.