لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية

تقرير/ محمد الصالح

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

المتهم البريء

أنتج هذا الفيلم عام 1928، حيث اجتمع بعض عشاق السينما، ومنهم أيوب بدري وأحمد تللو ومحمد المرادي، وقرروا إنتاج أول فيلم روائي.

واستوردوا آلة تصوير سينمائية، ولكنهم كانوا يجهلون كيفية التصوير، فاتفقوا مع رشيد جلال الذي كان ملماً بتقنيات التصوير، أن يكون شريكاً لهم في إنتاج الفيلم، وأن يقوم بكتابة السيناريو.

ولأنه لم يكن بينهم من يتقن التمثيل والأعمال الفنية اللازمة للعمل، اقترح عليهم رشيد جلال أسماء ممثلين وفنيين ومنهم إسماعيل أنزور، فرفضوا واتفقوا على أن يقوم رشيد بالتصوير وأيوب ببطولة الفيلم، وأطلقوا على شركتهم اسم “حرمون فيلم”.

وكانت كان الأعمال تتم بالتشاور بين الشركاء وبين المصور وكاتب السيناريو رشيد جلال، واتفق الجميع على نقل قصة جرت أثناء الحكم الفيصلي، حول عصابة من اللصوص وروعت ريف دمشق، وإضافة بعض الأحداث المشوقة لها.

وتم تصوير المشاهد الخارجية أمام كهوف جبل قاسيون، والمشاهد الداخلية في بيت رشيد جلال بحي المهاجرين، وهو منزل عربي، وفيه غرف واسعة تحولت إلى استديوهات للتصوير.

وتمت عملية تحميض الفيلم في البيت، ولفه رشيد على أسطوانة خشبية صنعها نجار صديق له.

وتلقى الفيلم السوري الأول صدمة كبيرة، حيث منعت السلطات الفرنسية عرضه بحجة وجود فتاة مسلمة فيه، وبررت موقفها بأن رجال الدين اعترضوا على وجود الفتاة.

فاضطر الشركاء إلى استبدال الفتاة براقصة ألمانية كانت تعمل في أحد الملاهي بدمشق، وإعادة تصوير مشاهدها.

وعرض الفيلم عام 1928 بصالة “الكوزموغراف” التي كانت تقع خلف فندق عمر الخيام الآن.

ولاقى إقبالاً جماهيرياً واسعاً، ثم عرض في المدن السورية، وفي بيروت وطرابلس بلبنان.