لكل السوريين

جولة المحادثات النووية الإيرانية السابعة.. تختتم أعمالها على أمل استئنافها ولا حلول في الأفق

تقرير/ محمد الصالح 

تتباين آراء الخبراء حول ما يمكن أن تنجزه الجولة السابعة من المحادثات النووية في فيينا، ولكنها تتفق على أنها عقدت في وقت حرج.

حيث يعتقد المراقبون أنه في حال فشلها قد تتمكن إيران من تطوير ترسانتها النووية، وقد تحذو حذوها دول أخرى، مما يدخل المنطقة في سباق تسلح نووي خطير.

ويشير المشككون بنجاح هذه الجولة إلى أن المؤشرات التي نجمت عن المحادثات لا توحي بنجاحها، حيث أعرب الجانب الأمريكي عن تشاؤمه من إمكانية إحياء الاتفاق النووي ،

واعتبرت الوفود الأوروبية أن طهران تراجعت عن التسويات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات بين شهري نيسان وحزيران الماضيين.

بينما يعتبر المراقبون المتفائلون أن التغيرات التي حدثت في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة مؤشرات مشجعة للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.

حيث شهدت علاقات الرياض وطهران تطورات تمثلت بعقد جولات من المفاوضات وسط أنباء عن قرب إعادة فتح بعض القنصليات بالدولتين، وانفتاح أبو ظبي على تحسين العلاقات مع إيران، وسعي طهران إلى رفع العقوبات عنها.

عوامل معرقلة

ينطلق المشككون من الخبراء باحتمالات نجاح جولة المباحثات السابعة، من تشدد إدارة الرئيس جو بايدن وعدم عودته إلى الاتفاق النووي، حسب ما تعهد خلال حملته الانتخابية من جهة، ووصول ممثل التيار المتشدد إلى سدة الحكم في إيران من جهة أخرى.

ويشيرون إلى مجموعة من العوامل التي قد تعرقل احتمالات التقدم في هذه الجولة، وما قد يليها من جولات ومنها وجود إبراهيم رئيسي في الحكم، واستبداله طاقم التفاوض الإيراني بخبراء متشددين.

والضعف الأميركي نتيجة الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وصعوبة الوضع الداخلي لإدارة الرئيس بايدن التي تتبنى أجندة داخلية ضخمة لا ترضي كل الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ورفض بعض الديمقراطيين العودة إلى الاتفاق النووي القديم.

والضغط الإسرائيلي على إدارته لوقف المحادثات واتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة إيران.

موقف إيران

قبيل انطلاق المحادثات، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده جادة في التوصل إلى اتفاق في فيينا، وقال “ما يهمنا في أي اتفاق هو تقديم ضمانات حتى لا تكرر واشنطن انسحابها”.

وخلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية، دعا الوزير “بعض الأطراف إلى تغيير سلوكها من التهديد إلى التعاون”، ووصف المفاوضات بأنها “جيدة لكنها بطيئة”.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن بلاده مصممة على التوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.

ودعا جميع الأطراف للاستفادة من الفرصة المتاحة لأنها “لن تكون متاحة إلى الأبد”.

وأعرب عن أمله أن تلعب محادثات فيينا دوراً فعالاً لرفع العقوبات عن بلاده.

كما حثّ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري أطراف الاتفاق النووي على دراسة مقترحات بلاده، والاستعداد لمفاوضات جادة بشأنها.

أشار إلى وجود مقترح ثالث سيقدمه فور قبول القوى الدولية للمقترحين الأولين.

رسائل تحذير

قبيل استئناف جولة المحادثات النووية في فيينا، جرت في البحر الأحمر تدريبات مشتركة بين القوات البحرية الإسرائيلية والإماراتية والبحرينية لتنفيذ عمليات أمنية مشتركة مع سفينة حربية أمريكية.

وسبقتها مناورة حربية في قاعدة جوية شمال مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية، شاركت بها طائرات مقاتلة من إسرائيل وسبع دول أخرى، واعتبرت رسالة تحذير قوية إلى إيران.

ورغم تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، تشعر إسرائيل بالقلق من أنها قد تضطر لتنفيذ هجوم عسكري يستهدف برنامج إيران النووي بمفردها.

ولذلك خصصت الحكومة الإسرائيلية 1.5 مليار دولار لإعداد القوات المسلحة لتنفيذ ضربة محتملة ضد المواقع النووية الإيرانية.

ومع أن مسؤول أمني إسرائيلي أشار إلى أنه لا مصلحة لإسرائيل في حرب مع إيران، لكنه أكد أنها لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية.

وقال “نستعد لجميع الخيارات والسيناريوهات بما في ذلك القدرة العسكرية”.

كما أرسلت واشنطن عدة رسائل تحذير لطهران بأنها ستلجأ للعمل العسكري في حال فشل الخيار الدبلوماسي.

خيارات واشنطن

يرى محللون أميركيون أن لدى واشنطن عدة خيارات للتعامل مع طهران، أهمها فرض مزيد من العقوبات، وتحشيد حلفائها الأوروبيين والمجتمع الدولي لتحقيق عزلة دبلوماسية واقتصادية على إيران.

ولكنها لم تستبعد الخيار العسكري في حال فشل هذه الخيارات، على أن تقوم إسرائيل بالخطوة العسكرية الأولى، وهو احتمال مطروح على الطاولة.

ومع أن معظم المراقبين يرون أن واشنطن “لا تبحث عن الخيار العسكري مادامت إيران ليست قريبة من الحصول على سلاح نووي”.

إلّا أن وزير الدفاع الأميركي غالباً ما يتحدث عن الخيارات العسكرية ضد إيران في حال فشل الحل الدبلوماسي.

كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده لن تلجأ إلى القوة العسكرية إلا “كخيار أخير”.

وقال خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض “نضع الدبلوماسية في المقام الأول وننتظر لنرى إلى أين ستأخذنا”.

وأكد على استعداد بلاده للتحول إلى “خيارات أخرى” إذا فشلت الدبلوماسية.