لكل السوريين

حول الكارثة البيئية التي تهدد مجرى نهر السن

بعد ان تسربت كميات كبيرة من مياه معاصر الزيتون إلى مجرى نهر السن الذي تلون باللون الأسود الكامل، وعلى طول ما يقارب ال3كم، حيث أن مصدر هذه المياه الملوثة ببقع زيتية هو: منطقة البرجان الواقعة بين بانياس وجبلة، والتي من المفترض أنها تحتوي على محطة معالجة لمجارير سبع بلدات. لكن محطة المعالجة هذه لم تدخل الخدمة حتّى الآن، مما يدفع بأصحاب المعاصر إلى التخلّص من مخلفات المعاصر عن طريق نهر أبو بعرة والذي يعتبر أحد روافد نهر السن، ودون إيجاد أي طرق او بدائل لمعالجة مخلفات هذه المعاصر، والتخلّي عن التخلّص منها بالطرق الحالية، ووفقا لأراء خبراء ومختصين: ان هذا التسرب سيؤدي الى كارثة بحق الثروة السمكية والكائنات المائية النهرية.

واستنادا على تصريحات مسؤولين محليين في جبلة وبانياس, فان هذا التلوّث ليس الأول من نوعه، وقد حدثت مشكلة شبيهة عام ٢٠١٩، بسبب تحويل مياه معاصر الزيتون الموجودة بقرى البرجان، العقيبة، وقرفيص إلى مياه الصرف الصحي، والتي تصل بدورها إلى نهر أبو بعرة والذي يعتبر أحد أهم روافد نهر السن. وقد نتج عن ذلك نفوق كم هائل من الأسماك، السلاحف، الضفادع، والأفاعي النهرية، إضافة إلى تلوّث مياه النهر والذي يعتبر المصدر الأساسي لري البيوت البلاستيكية والمزروعات.

ووفقا الى مصادرفي المعهد العالي لبحوث البئية بجامعة تشرين , فقد صرحت للأعلام أن : مياه معاصر الزيتون بشكلٍ عام تعتبر غير سامة، إلّا أن نفوق الأسماك والأحياء الأخرى ينتج عن احتواء مياه الجفت على مواد عضوية تؤدي لعملية الأكسدة، بالتالي انتهاء الأكسجة الموجودة في المياه ونفوق الأحياء.

وان انتشار خبر تلوث مجرى نهر السن على صفحات الانترنت ,أدى الى اهتمام حكومي ورسمي بالامر , حيث أعلن المكتب الصحافي في محافظة اللاذقية أنه بتكليف من محافظ اللاذقية ، بناء على الشكوى الواردة الى المكتب الصحفي في المحافظة وما تم نشره حول التلوث في مجرى نهر السن على الحدود الادارية بين منطقتي جبلة وبانياس , فقد تم تنفيذ جولة ميدانية على المواقع المشار اليها بحضور مديري الموارد المائية والشركة العامة للصرف الصحي و الخدمات الفنية و الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية إضافة الى الفنيين المعنيين بالموضوع في هذه الجهاتت , وأن الجولة بدأت من موقع محطة المعالجة التابع لبلدية البرجان و الواقعة على نهاية المحور الإقليمي للصرف الصحي (تل حويري – القطيلبية – البرجان ).

وتم التأكيد على أن المحطة غير موضوعة بالاستثمار حتى تاريخه نظراً لتعذر توريد التجهيزات الكهربائية والميكانيكية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا الامر الذي أبقى تصريف مياه الصرف الصحي المفترض ادخالها الى محطة المعالجة يتم بشكل مباشر الى نهر أبو بعرة بالقرب من موقع محطة المعالجة .

ووفقا الى الكشف المبدئي من قبل المديرين تبين أن المياه التي يتم تصريفها الى نهر ابو بعرة مختلطة (صرف صحي – مياه جفت ناتج عن المعاصر) و تم أخذ عينات لإجراء الاختبارات اللازمة عليها و التأكد من ذلك, علماً أن مصب الصرف الصحي دائم أما مياه الجفت موسمية .

ومع متابعة مجرى نهر ابو بعرة حتى نقطة التقائه بنهر السن (والتي تبعد أكثر من 2 كم و بمنسوب أخفض منه ) تم أخذ عينات اضافية لتحليلها, وبمتابعة المسار الى المصب النهري المشترك لنهري السن و أبو بعرة لوحظ ارتفاع تركيز الملوثات في هذه المنطقة.

لكن مصادر في الموارد المائية أكدت على أنه :لا يوجد أي تأثير للتلوث المذكور على استثمار مياه النبع لغاية الشرب.

وأوضحت تلك المصادر على أنه : خلال الجولة، لم تتم مشاهدة أي أسماك أو أحياء مائية أخرى نافقة بتاريخ الكشف سواء في مناطق تركز الملوثات أو في غيرها و لكن بناءً على إفادة الأهالي والفنيين في مركز أبحاث السن فانه تمت ملاحظة وجودها بكميات محدودة في اليوم السابق.

وبناء على الجولة تم تكليف اللجنة المختصة بالكشف على المعاصر بالمباشرة فوراً بجولاتها للتأكد من تقيد معاصر الزيتون في المنطقة بمواعيد الافتتاح المحددة للمعاصر في المنطقة.

كما تم التأكد من التزامها بالإجراءات و الاشتراطات الفنية المتبعة والضرورية للتخلص من مياه الجفت ( أحواض كتيمة + الترحيل من قبل صاحب العلاقة بإشراف الوحدة الإدارية) ، وفق ما ذكر المكتب الصحافي.

وقد تم تكليف مديرية الموارد المائية بتعزيل المصب النهري المشترك لنهري السن و أبو بعرة خلال عشرة أيام من تاريخه.