لكل السوريين

ذوو مفقودون في العاصمة: نمسي وفي أجفاننا رؤيتهم، ونضحي وجمر الشوق ممزوج بأمل معدوم من رؤيتهم مجددا

السوري/ دمشق ـ أصبح أمر المفقودين حاضرا رئيسيا لا يكاد يخلو من أي منزل في دمشق وريفها، ففي الوقت الذي تتأزم فيه الأوضاع المعيشية بشك لا يكاد يطاق، يواصل ذوو مفقودون البحث عن ذويهم في أماكن لا يعرفون أين حط بها هؤلاء.

وفاء علي، اسم مستعار لمواطنة تبلغ من العمر 37 عاما، تقطن في حي التضامن الدمشقي، تقول “أنا ربة منزل، لدي 3 أطفال، أعمل في مدرسة حكومية، مدرسة للغة العربية، لم تمرني صعوبة كهذه الفترة التي نعيشها، كان وضعنا ميسورا، لكن الآن بتنا نصارع الحياة للبقاء على قيدها”.

وتضيف “توفي زوجي في العام 2017 عندما كان مسافرا إلى حلب، فهو يعمل سائق في إحدى الشركات الخاصة للنقل، قبيل سفره، قال لي ماذا يلزم، قلت له نريد زعترا وصابونا، فمن المعروف أن حلب تشتهر بهاتين المادتين”.

لم تكن تعلم وفاء أن آخر كلمة قالتها لزوجها هي كلمة صابون، ولم يكن يخطر ببالها أنها هي المرة الأخيرة التي سيغادر بها زوجها المنزل إلى الأبد.

اتصلت وفاء بعد أن مر يومين على انقطاع الاتصال مع زوجها بأهله، فأخبروها بأنهم قد تواصلوا مع الشركة التي يعمل بها، وأن الشركة قد أجابتهم بأن السيارة التي يقودها قد تعرضت لعطل وهي الآن بانتظار ورشات إصلاحها، والمكان الذي يمكث فيه زوجها لا يوجد فيه اتصال.

وعن هذا تقول “تريثت قليلا، أحسست بالطمأنينة، بعدها، اتصل بي شقيقه وقال لي بأنه تواصل مع أحد الضباط وأخبره أنه قد اعتقل على حاجز قبيل وصوله لمحافظة حلب، وانقطعت أخباره”.

وتستطرد “في هذا الوقت وبعد الخوف الذي تملكني من عدم معرفة أين هو؟، وما هو مصيره، قررت الذهاب إلى حلب لعلي أعرف أين هو، وما إن وصلت حلب حتى بدأت البحث عنه، ولكن كل الأفرع الأمنية التي سألتها لم تعطني جوابا عنه”.

وتتابع “حاولت بشتى الوسائل بعد عودتي من حلب أن أعرف أين هو، لكنني لم أستطع، وبعدها قام أهله بتوكيل محامي له، لكن دون جدوى، فهو غائب، ولا حتى المحامي يعرف أين هو، ومنذ ذلك الحين وأنا أنتظر عودته”.

وفاء التي وجدت نفسها أمام معاناة إعالة أطفالها لم تعد قادرة على البحث عن زوجها، فلا تدري هل هو مسجون في دمشق أم في حلب، أم أنه مات تحت تعذيب أو ما شابه، بحسب ما قالته لمصدرنا في دمشق.

تقرير/ سعد ناصر