لكل السوريين

مع اقتراب عيد الفطر.. حلبيون مستاؤون من “الراتب” الذي لا يكفي لكسوة طفل واحد، واتجاه صوب البضاعة الرديئة

حلب/ خالد الحسين 

تشهد أسواق الملابس الجاهزة في حلب ارتفاعاً غير مسبوق في أواخر  شهر رمضان المبارك، ، وفي هذه الأيام تنشط تجارة الملابس بشكل خاص.

ولكن وبسبب ارتفاع الأسعار الكبير، الذي حد من الإقبال على الملابس، بدأت بعض المعامل بتصنيع ملابس بجودة متدنية تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين.

وبحسب بائعين في سوق باب جنين وسط حلب ، أنهم يشترون البضاعة بالجملة مستهدفين الأنواع التي يطلبها الزبائن، مضيفين أنه في كل عام تتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل أكبر، وهو ما يدفعهم لتسوق الألبسة الرخيصة ذات النوع الوسط والأقل من الوسط.

فإن المواطنين باتوا يفضلون الأسواق الشعبية ليحصلوا على قطع “ستوك” لكنها مناسبة لإمكاناتهم المادية، فالعيد يرتبط بالملابس الجديدة وخاصة عند الأطفال.

وفي هذا السياق، قال أحد تجار الجملة ‘ محمد ابو عبدو ، أن سبب تدني نوعية الأقمشة الموجودة في السوق يعود إلى أن المواطن لم يعد لديه القدرة على شراء القطن، وهذا ما جعل الصناعة تتحول من القطن إلى أقمشة ممزوجة بالبوليستر وأنواع أخرى رخيصة جدا.

وأوضح ، أن ثمن كيلو القطن المستورد يبلغ 26 ألف ليرة، ومع تصنيعه يبلغ 40 ألف ليرة، وهذا يؤدي لارتفاع ثمن الملابس القطنية، أما البوليستر ورغم ارتفاع ثمنه إلا أن سعر الكيلو منه لم يتجاوز 12 ألف ليرة.

‘ أم سلطان ‘ المرأة الخمسينية عبرت عن استيائها من غلاء أسعار الألبسة الجاهزة حيث قالت في حديثها للسوري :” أسعار الألبسة الجاهزة ذات الجودة العالية يصل ل١٤٠٠٠٠ليرة سورية للطقم الواحد أي ما يعادل راتب شهر كامل أما بالنسبة للبضاعة قليلة الجودة فأسعارها بين ال٣٥٠٠٠ و٦٥٠٠٠ ليرة سورية حسب القياس “.

وتشكل “البالة” بديلًا عن الألبسة الجديدة لشرائح واسعة من الحلبيين، في ظروف تآكل القدرة المعيشية للمواطنين، وهي تلقى رواجا كبيرا وتنشر أسواقها بكثافة في مختلف المناطق، لكن المفاجئة في الوقت الحالي، أن “البالة” انضمت إلى سوق الأسعار المرتفعة.

الجدير ذكره أن العديد من الأسباب أدت لارتفاع أسعار الألبسة في سوريا، أهمها نتيجة نقص الإنتاج بسبب انقطاع التيار الكهربائي. بالإضافة لارتفاع تكلفة البنزين، وفقدانه في كثير من الأحيان، الأمر الذي يمنع الورش والمصانع من استخدام المولدات، بالإضافة إلى زيادة تكاليف الطاقة والشحن، وارتفاع أسعار القطن والكتان والحرير والصوف، بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.