لكل السوريين

رأيت .. سمعت .. قرأت

عبد الكريم البليخ

 

ـ رأيت.. وأنا أتابع تصفح برامج الكومبيوتر الكثيفة، والتنقل عبر صفحاته الكثير من صور الماضي الجميل، وشاهدت لبضع الوقت بعض المقاطع من فيلم “حب في الظلام” للمنتج والمخرج حسن الإمام، ومن تمثيل نخبة من العمالقة الكبار أمثال: عماد حمدي، فريد شوقي، أمينة رزق، وهند رستم.

الفيلم يرسم صورة جميلة لزمن أجمل.. ويصور مدى تعاطي الفنانين الكبار مع الأدوار التي كانوا يؤدونها بحرفية عالية، أضف إلى صدق الكلمة والحوار الذي يثير حواس المشاهد. لغة حوارية تختصر الكثير، أدوار فيها الكثير من الاقناع والمتابعة والرغبة التي تلزمك في متابعة الفيلم في ما يعرض حتى آخر مشهد من مشاهده الملفتة، وإن كان بالأبيض والأسود، إلا أنه يظل له حضوره الملفت، ونكهته وعمق الحدث الذي يطرحه بعيداً عمّا بات يُعرض اليوم على الشاشة الصغيرة وحتى الكبيرة من مسلسلات وأفلام لم يعد لها أي حضور أو رغبة بالمتابعة من قبل جماهيرها، كما كانت في السابق، لأن أغلبها تراه أصبح مسلوقاً ولم يعد للفن أي اعتبار أو مكانة كما كان!

 

ـ سمعت.. أنّ البعض من الأخوة المحترمين صار يظهر بعض النرجسية التي يتصف بها، وتراه فضلاً عن ذلك يتنافس مع الآخرين بهدف إغاظتهم والتشفي منهم، والنتيجة التخلي عن كثير من الصفات التي كانت ملاذهم الوحيد، ويلجأون إليها في أغلب الأوقات، وتعني كل شيء في حياتهم.. ومن أمثال هؤلاء كثر ما زالوا وللأسف، يعيشون معنا ويكيلون بمكيالين، ويصرخون بملء أفواههم بصرخات ماجّة معسولة تحمل نبرات من الوقاحة، ولا أعلم ما هو الخير الذي سبق أن تقدم به أمثال هذه النخبة من المجتمع تجاه اخوانهم والعطاء الذي أجزل به حتى يعطي نفسه الحق في إطالة الصرخات، والنبرة الحادة التي بات يعيشها وهو ما زال في بلده مرارة الواقع الذي يعيشه على الكفاف بدلاً من أن يفكر في كيفية الخروج من عنق الزجاجة، من هذه القوقعة قبل أن يغوص في الرمال ويفقد كثيراً من مهامه، إن لم يكن قد فقدها أصلاً!

 

ـ قرأت.. أنّ هناك رهطٌ من الناس، وللأسف الشديد، كثيراً ما باتوا يحلفون برؤوس الأقارب، ويجلّونهم ويحترمونهم أكثر من المعتاد، وقت الحاجة إليهم، وبعد ذلك يرمونهم في سلة “الزبالة”! بل وفوق ذلك يقدمون لهم الطاعة العمياء والغفران غير العادي حتى وصلت إلى الأدنى الأسفل من الحب، في الوقت الذي نجد فيه أنَّ اللعنة والغيرة والحسد وضيق العين وكل أنواع السخط، واللفظ الماسخ أهم ما يتصفون به تجاههم، بعد أن يرفعون أيديهم عن دعمهم مادياً، ولم يكفهم ذلك بل أخذ يصدر عن أمثال هؤلاء، ممن يدعون بالأقارب، الذين وصفهم المثل الدارج بالعقارب، وهم كذلك، أشد فتكاً ولعنة حيال أخوانهم بلعنات وكلمات نابية لا يمكن لها أن تنزل بميزان أو تقاس بقبّان!.