لكل السوريين

تركيا تواصل تخفيض مياه الفرات، وتحذيرات من كارثة بيولوجية

تقرير/ فهد الخلف

تواصل دولة الاحتلال التركي برئيسها العثماني تضييق الخناق على السوريين، من خلال شن الحملات العسكرية بين الحين والاخر على المناطق الأكثر استقراراً في سوريا، آخر تلك المحاولات المتكررة هي تخفيض مياه نهر الفرات لأدنى مستوى، في وقت حذرت فيه إدارة السدود عن اقترابها من الخروج عن الخدمة.

جفاف ما بعده جفاف يضرب مجرى نهر الفرات للمرة الأولى بهذا الشكل، فقد شهدت الأعوام السابقة خفضًا قريبًا للمياه في المجرى، إلا أنه في هذا العام، فيشهد النهر تدني واضح في منسوبه.

وبدأت تركيا منذ الـ 27 من شهر كانون الثاني المنصرم بخفض الوارد المائي من نهر الفرات إلى سوريا بدرجة كبيرة، ما تسبّب بانحسار كبير في مجرى النهر وانخفاض منسوب المياه بما لا يقل عن 4 أمتار ارتفاعًا في بحيرة سد تشرين، الأمر الذي أثّر على سد الفرات هو الآخر.

وأدى خفض تركيا لمنسوب المياه إلى جفاف مئات الأمتار على ضفتي النهر، إضافة إلى تراجع ساعات توليد الكهرباء من السدود شمال سوريا.

وتوجد على ضفتي هذا النهر الآلاف من القرى على طول مروره في كل من سوريا والعراق، وكان النهر مصدر رزقٍ لكل هذه القرى، لكن الآن أصبح الوضع مختلفًا، فقد ضرب التلوث مجرى النهر وسط تخاذل منظمات حماية البيئة العالمية وعدم تدخلها حتى اللحظة.

يشتكي الأهالي من تراجع مصادر رزقهم مثل الصيد، وانعدام الطاقة الكهربائية وجفاف المراعي التي كان البعض يستغلها لرعاية أغنامه.

وأعرب أهالي بعض القرى المحاذية لمجرى نهر الفرات عن تخوفهم من ازدياد مستوى التراجع في منسوب مياه النهر.

وعمدت تركيا مؤخراً بتخفيض كمية المياه الواردة من اتجاهها متجاهلة كل القوانين والمعاهدات الدولية الموقعة بين كل من سوريا والعراق وتركيا حول تشاركية النهر بما يكفي الدول الثلاث من المنبع إلى المصب.

وكما استمرت حالة تناقص المياه حتى وصلت إلى كميات المياه المستهلكة لتلبية احتياجاته، مما ساهم بانخفاض آخر في مناسيب بحيرات السدود الثلاثة، حيث بلغ منسوب بحيرة تشرين 320.70 م.م بتاريخ 27/2/2021 ومنسوب بحيرة الفرات 301.70 م.م بنفس التاريخ، وهي مناسيب تقترب من الحد الأدنى إذا ما قورنت بنظيراتها في نفس الفترة من الأعوام السابقة.”حسب ما صرحت الادارة الذاتية في بيانها بشان نقص المياه”.

ومع استمرار قطع المياه فمن المحتمل خلال الايام القادمة مشاهدة ظواهر وكوارث طبيعة يودي بها النقص، حيث حذرت الإدارة إنه مع استمرار دولة الاحتلال التركي احتكارها المياه فأنها تقتل السوريين بسلاح مختلف هو انتشار القمامة التي تهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.

رشدي رمضان، فنّي في سد الفرات حذّر من استمرار انخفاض المنسوب، حيث إنه من المحتمل خروج السد عن الخدمة خلال فترة قليلة من الزمن، منذراً بكارثة إنسانية تهدد كل من سوريا والعراق حيال تخفيض المنسوب.

وقال “خطر تناقص المياه قد يودي بمصير الآلاف من الأراضي الزراعية التي تتغذى على النهر ولا سيما أن الأمطار كانت قليلة هذا العام؛ وهو ما ينعكس سلباً على الفلاح السوري”، متابعا “ناهيك عن تناقص مياه الشرب، وهي الكارثة الأعظم”..

وبالنسبة إلى الطاقة الكهربائية، أكد أنه مع اسمرار الاحتلال بإنقاص المياه فإن الكهرباء لم تعد كافية حتى لربع المساحة التي تقع على عاتق السد، حيث إنه في السابق وكما يعلم الجميع بأن السد يحتوي على ثمانية عنفات تقوم كل واحدة بتوليد ما مجموعه 100ميغا واط؛ وبعد النقص الحالي لم يعد باستطاعتنا تشغيل أكثر من عنفة واحدة وعند اللزوم يتم إيقافها.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعلنت قبل أسبوع عن خروج سد تشرين “التنظيمي” عن الخدمة بشكل عام وهذا ما يزيد الامر أكثر خطورة. وعلى الرغم من التناقص المتزايد إلا أن الإدارة الذاتية ملتزمة بالاتفاقيات التي تخص مياه النهر؛ حيث أنها تقوم بتغطية احتياجات العراق من مخزون البحيرة.