لكل السوريين

الكشك أكلة شعبية قديمة تقوم أغلب نساء الرقة بإعدادها للمؤونة

مطيعة الحبيب / الرقة 

الكشك أكلة شتوية معروفة في جميع المحافظات السورية، حيث أنها تختلف بطريقة تحضيرها وطبخها، ولا سيما في مدينة الرقة ودير الزور من حيث أيضاً التسمية الكشك (الجشج) بلهجة الرقية أو (الفورة) بلهجة الديرية.

حيث تهتم نسائهم بصنعها نظراً لتوفر المواد الأساسية لصناعة الكشك ألا وهي اللبن (الخاثر) الحامض والحنطة (الجريش) التي تشتهر بها المدينة وريفها بجودة ألبانها وأجبانها وقمحها وكونها أكلة مفيدة وغنية بالمواد الغذائية التي تمد الجسم بطاقة من الحرارة في الشتاء.

أما عن طريق تحضيره رسمية العرسان من اهالي مدينة الرقة حي الفردوس البالغة من العمر اثنين وستتين عاماً، والتي تحدثت (لصحيفة السوري)، “الجشج من أشهر المأكولات المعرفة لدى أهالي دير الزور والرقة، تتكون صناعته من مادتين اللبن والحنطة المقشورة والمطحونة البيضاء.

وأضافت رسمية “نقوم بخلط اللبن من الحنطة في وعاء بكميات ومقادير مناسبة ومن ثم نقوم بتخميرها مدة يومين حتى تصبح على شكل عجينة، ونضع القليل من الملح ومن ثمة نكورها على شكل دوائر ونقوم بتعريضها للهواء، والشمس حتى يحافظ الكشك على لونه الأبيض ومن بعدها نقوم بربطها بخيط على شكل قلادة وتعليقها في زاوية ساحة المنزل، لكي يتمم عملية التنشيف والتخزين وهذه طريقة تقليدية متوارثة لدى جميع النساء.

وفي العادة (بحسب ما تحدثت لنا رسمية) نقوم بإعداد الكشك (الجشج) في نهاية موسم الصيف وتخزينه لفصل الشتاء، كونها أكلة شتوية تعطي طاقة حرارية للجسم، وعند ما نقوم بطهي الكشك ننقعه قبل ساعات، ومن ثم نقوم بعملية الفرك بين راحت اليدين حتى يصبح الخليط سلساً، ونضعه على النار مع إضافة السمنة البلدي والقليل من حبات اللوبياء المسلوقة على حسب رغبة العائلة.

رسمية قالت “هناك يوم مخصص لطهي هذه الأكلة الا وهو يوم الجمعة المميز بلمة الأهل والأقارب في بيت الجد، تختلف بين المحافظات السورية طريقة إعدادها ففي بعض المناطق كمدينة تدمر، تضيف الطحين مع اللبن بدل عن الحنطة أما في الساحل السوري يضيفون البرغل إلى اللبن كل هذه المواد من مشتقات القمح الغنية بالبروتين والطاقة المفيدة والمغذية للجسم.

تبقى الأكلات الشعبية القديمة بين أيادي النساء اللواتي يتقنا عملها إلى يومنا هذا، وعلى رغم من غلاء أسعار المواد الغذائية الذي يثقل على كاهل الأهالي بعمل وتخزين عدة أكلات مخصصة لمؤونة الشتاء، إلّا أنهم مستمرون بتأمين شيء بسيط متبعي الطريقة التقليدية.