لكل السوريين

شيخموس.. النحات السوري الذي يجسد بأعماله معاناة شعب بأكمله

في إحدى أقبية مدينة القامشلي سيجذبك صوت نحت أعمالٍ يقوم بها الفنان  زبير شيخموس البالغ من العمر (52 عاماً) المنحدر من  قرية كرديوان التابعة لناحية عامودا.

“بدأت اهتماماتي الفنية منذ الصف السابع الإعدادي واستاذي محمد صالح موسى من شجعني على الرسم والفنون”، هذا ما قاله الفنان زبير شيخموس لوكالة عاملة في سوريا، متابعاً “تعرفت على أستاذي في مدينة عامودا وكان من أكثر المشجعين لي بدأت أرسم مع دراستي الثانوية ودرست البكلوريا العلمية، ثم ذهبت إلى كلية الفنون ولكن تفاجأت أن اسمي أزيل من المعهد دون ذكر أي سبب وإلى اللحظة أجهل هذا السبب”.

يكمل شيخموس وفي عينه بريق حزن على رغبة لم تكتمل، “قررت الذهاب إلى المعهد الزراعي وأكملت دراستي هناك وبعد تخرجي من المعهد عملت في مجالٍ بعيد عن دراستي كل البعد، لكنني لم أترك المجال الذي أحببته فقد عملت بالفن التشكيلي وقررت أن أعمل أيضاً في مجال آخر من الفن أو أزيد من خبرتي في هذا المجال واخترت الروليف”.

أوضح شيخموس أنه يعمل  في مجال فن الروليف منذ عام 2013، “أجسد معاناة شعبنا من خلال أعمالي وأنقله إلى العالم.

يضيف زبير “أن شمال شرق سوريا تعاني من خريف ظالم، العالم يسمونه الربيع العربي، ولكنني لا أجده سوى خريف يحمل المعناة والألم والمأساة والهجرة والتشرد  فأبنائنا سقطوا شهداء أكثر من تساقط أوراق الخريف”.

ويتابع، “من ينظر إلى أعمالي بنظرة فنية لن يجد إلا أمراضاً، وهذه الأمراض ليست إلا معاناة يجب أن يكون هناك من يقوم بمداواتها سواء كانت هذه المداواة عن طريق الوحدة أو مداواتها عالميا”.

وعند الحديث عن أبرز أعماله، تحدث شيخموس بنفس عميق “بدأت أعمال لوحاتي تظهر مع بدء الحروب هنا، في كوباني، عفرين وشنكال، والتفجيرات الإرهابية التي تطالنا بين الحين والآخر، وأخصها بذكر التفجير الذي طال شعبنا في ليلة عيد النوروز بمدينة الحسكة”.

ويتابع: “دائما أسعى من خلال أعمالي إلى التطرق كثيراً للوحدة لأننا سنضيع جميعا إذا لم نتوحد فوحدتنا هي من ستحمينا من الموت المحتَّم علينا جميعا من قبل عدونا الذي يقتل أطفالنا ويريد إبادتنا”.

وأكد شيخموس بابتسامة حزينة أن “هذا العمل الذي أقوم به هو عمل ذاتي لا أحد يقوم بمساعدتي ليست هناك أي جهة تقوم بدعم الفن، أنا وكل من يعمل في هذا المجال يعاني نفس المعاناة أي أننا نخسر الكثير في سبيل عمل لوحة فنية تجسد الواقع الذي نحن به دون أي دعم أو مردود، ومع ذلك أدعوا كل الفنانين أن يعملوا بجهدٍ لإظهار واقعنا إلى كل العالم لأن الفن رسائله سامية”.

وأعطى شيخمو مثالاً: “عندما أقوم برسم لوحة عن (داعش) أظهر فيها مالم يستطع العالم رؤيته وأخلده في كل المعارض أمام أعين المتابعين، أخلد صورة الشعب حين قام بتحطيم (داعش)”.

ويقف شيخموس أمام لوحة ليشرح معانيها قائلاً: “لا أنسى الألوان الربيعية التي كان يرتديها الناس احتفالا وفرحاً بقدوم نوروز ولكن الدم كان سيد الموقف، جسدت التفجير بهذه الألوان في لوحتي”.

وأشار شيخموس في ختام حديثه إلى المعارض التي من المفترض أنه أول ما يفكر به الفنان قبل بدء أي عمل يقوم به قائلاً: “لقد قمت بالكثير من المعارض هنا وأجسد ألم شعبنا، ومن يحضر معارضنا يخبرني أنني قمت بتجسيد معاناتهم”، ويتأسف قائلاً: “لا أحد يهتم بالفن ولا يقوم بشراء لوحاتنا لازالت قيمة الفن واللوحات لدينا مهمشة جداً”.

وكالات