لكل السوريين

تكررت في الآونة الأخيرة.. تسرب الفيول من المحطة الحرارية ببانياس يؤدي إلى كارثة بيئية

طرطوس/ ا ـ ن

المحطة الحرارية في بانياس أو محطة توليد الطاقة الكهربائية في بانياس هي محطة توليد طاقة كهربائية تقع في مدينة بانياس بريف طرطوس، وهي إحدى محطّات الطاقة الخمس المسؤولة عن تزويد البلاد بالطاقة الكهربائية، إذ أنّها تسدّ نحو 20% من حاجة سورية للكهرباء.

الجهة المسؤولة عن تزويد المدينة بالطاقة هي الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في بانياس، التابعة بدورها للشركة العامة لكهرباء محافظة طرطوس، التي كانت مُلحَقَة بها منذ سنة 1968 وحتى أوائل الثمانينيات. استقلّت شركة توليد الطاقة الكهربائية في بانياس ودُشِّنت بمرحلتها الأولى في 21 تشرين الثاني سنة 1982، وبمرحلتها الثانية في 23 آب سنة 1989.

تدير الشركة محطة توليد طاقة المدينة المعروفة باسم المحطة الحرارية الواقعة على مسافة 3 كيلومترات جنوب بانياس، وهي تتألّف من أربع عنفات غازية، استطاعة كل واحدة منها 170 ميغاواط، بالإضافة إلى دائرة بخارية مغلقة تُبرَّد باستخدام مياه البحر، وتبلغ استطاعتها الإجمالي 5 مليارات كيلوواط ساعي. وكان يمكن لهذه المحطة في وقتٍ من الأوقات سدّ 20% من حاجة سوريا للكهرباء، ثم تدَّنت إلى نحو 10% بحلول سنة 2012 مع تزايد الطلب.

وتعمل كلّها على الوقود المنقول إليها بأنابيب خاصّة من مصفاة بانياس، وقد نشئت الكثير من الاحتجاجات لتحويل عمل المحطة من الوقود إلى الغاز لكن لم تقبل هذه المطالب وحتى هذا اليوم ما زالت تعمل على وقود الفيول الذي لوث هواء المدينة بشكل كبير. وقد صنِّعت العنف الغازية الأربع بالتعاقد مع شركة طاقة إيطاليَّة TurboCare وأخرى سورية T.O.E.c المحطة مسؤولة حالياً عن قدرٍ كبيرٍ من التلوّث في مدينة بانياس، إذ أنها تنثر في أنحاء المدينة هباب الفحم والشحار ومختلف الملوّثات من مخلّفاتها الصناعية نتيجة عملها على الوقود.

بتاريخ 23\8\2021 وبسبب “تصدع واهتراء” في أحد خزانات فيول المحطة الحرارية الذي كان يحوي 15 ألف طن من الفيول، ما أدى إلى تسرب كميات ضخمة من مادة الفيول، إلى ساحل مدينة بانياس، ووصلت بعضها الى شواطئ جبلة، وحسب المعلومات العلمية والصور الملتقطة بالاقمار الصناعية فان المسافة التي قطعها الفيول عبر مياه البحر، حتى الآن تصل إلى 20 كيلومترا، وبعرض يتراوح بين 1.5 الى 3 كيلومترات.

يذكر أنه في الفترة الماضية تسرب الفيول حيث وصل للبحر وامتد إلى مسافة ضيقة قصيرة تبلغ 1 كيلو متر، وتمت السيطرة عليه خلال يومين، مما أدى الى اختفاء أثر التسريب في البحر، لكن عمليات الصيانة لم تكن كافية أو تجاهلت مدى الاهتراء الحاصل في جدران الخزان مما أدى إلى حدوث التسرب الكبير الحالي.

بالرغم من أن المصادر الحكومية أعلنت ان تسربا طفيفا وقع في إحدى خزانات مادة “الفيول” بسبب اهتراء جدران الخزان، وبعد بضع ساعات عادت للإعلان عن سيطرتها على التسرب ونقل الفيول من الخزان المتضرر إلى خزان آخر وأنه تم وضع حواجز ترابية لمنع التسرب من الوصول إلى مياه البحر، لكن السائل اللزج الأسود الذي انتشر على شواطئ بانياس وصل إلى شواطئ جبلة وظهرت بقع الفيول في مناطق “عرب الملك وميناء العزة والبحيص والفاخورة”.

ومع تسرب الفيول إلى مياه البحر، أدى الى  كارثة بيئية  في غاية الخطورة, مما سيؤثر على السياحة والسباحة وعلى الأسماك والكائنات البحرية وعلى المناخ والانسان, وخاصة ان طرق معالجة هذا التلوث مازالت بدائية وقاصرة على توقف التلوث وعدم انتشاره الى شواطئ أخرى, حيث ان الحل يكون بتنظيف المنطقة عبر فرق احترافية مختصة.

ووفق تصريحات المعهد العالي للبحوث البحرية فأن “أكثر تأثيرات التسربات النفطية على غرار ما حدث في “بانياس” تتجلى على تجمعات الأحياء القاعية لا سيما الرخويات والقشريات وشوكيات الجلد والديدان فيما تسلك الأسماك والسرطانات البحرية سلوكاً يجنبها تأثير التدفق النفطي، وأن تأثير التلوث النفطي قد يستغرق ساعات أو أيام أو أشهر وقد يمتد لسنوات ويكون واضحاً من خلال النفوق الجماعي للكائنات التي تعيش بمنطقة التلوث. ومن المفترض وقف جميع عمليات الصيد في المناطق الملوثة حالياً، والتأكد من جودة الأسماك وخلوها من التلوث قبل شرائها وذلك من خلال لونها ورائحتها.