لكل السوريين

أنامل تعزف على قيثارة السلام

الأديب/ عمار حميدي

أديبة حلبية الأصلِ رَقيّة المنشأ، بها امتزجت عراقة قلعة حلب وعذوبة فرات الرقة، والتقت القدود الحلبية بالمولية الرقيّة، وأدب العجيلي بروائع أبي فراس الحمداني فكيف لا تُمسي هذه الأنثى مثالاً رائعاً للرقي.

إنّها الكاتبة ختام الطويل المولودة في حلب في عام 1986م، والتي عانت من سطوة العادات والتقاليد معاناة شديدة، وكان تمسّك عائلتها بتلك التقاليد قد ضيّق عليها حتى كاد يخنقها ويخنق موهبتها ولكنّها هزمت تلك العادات البالية بأدبها وجعلت منها محبرة تغمس بها قلمها ليعود محمّلاً بالكلمات والتّحدي والتميّز.

كان حُلمها دراسة الأدب العربي ولكن كان للقدر رأيٌ آخر حيث التحقت بمعهد إعداد المدرسين_ قسم الرسم _وتخرجت منه عام 2009م.

بدأت الكتابة منذ طفولتها فكانت القصص القصيرة أول ما خط قلمها وهي في المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة وقد نُشرِت بعضها في المركز الثقافي، ثم تحوّلت إلى كتابة الخواطر وهي في المرحلة الثانوية مارست مهنة التعليم لفترة ما قبل الحرب في سوريا وكان لتلك التجربة أثراً جميلاً في حياتها.

ومع بداية الحرب عملت في حلب كمقدمة لبرنامج ” أثير الكلمات ” وهو من إعدادها يتناول حياة الشعراء وأدبهم، ولقد استمر لعام ونصف العام.

ثم عادت إلى مسقط رأسها لتُصْدمَ بواقعٍ أليم، لتجد يد الحرب قد امتدّت حتى منزلها، لتجد النيران قد أحرقته دون أن تستثني منه غرفتها الدافئة ومكتبتها الحبيبة وذكرياتها التي لا تُحصى، ولكن ما كان ذلك ليكسرها إنّما زادتها تلك العقبات قوةً وإصراراً.

من مؤلفاتها:

كتاب “حروف يرويها الحنين” والذي طبعته دار أرواد في طرطوس عام 2019م

وكتاب “رذاذ” الذي طبعته الدار ذاتها عام 2020م

وكلاهما نصوص نثرية تناولت الوضع الإنساني في سوريا

وهي الآن بصدد إصدار كتاب “على ضفاف الروح”.

ولم تتوقف إنجازاتها عند هذا الحد حيث كتبت إلى جانب النصوص النثرية مجموعة من المقالات تم نشرها في مجلات وصحف سورية منها :(السوري _شرمولا _الشبيبة وسيريا ناد.)

لقد تشرّبت روحها الرقيقة أدب المهجر، فعامت على شطآن أدب جبران خليل جبران وتأملت طويلاً الدرر المتناثرة على سواحل أدب ميخائيل نعيمة، وهي الحاصلة على المرتبة الثانية لمهرجان المرأة في القامشلي عن قصيدة :(لإني لا أملك عمراً كافياً).

كما وكُرّمت في الملتقى الأدبي الأول في الرقة عام2021م

من كتاباتها:

(قطرات تائهة)

كلنا هذا الغريب

الذي تقذفه الريح

فتتآكل أطرافه

خوفاً

رعباً

دهشةً

موتاً

كلنا هذا المتناقض

الذي يرى في

خرق سفينته

إبحارا

آمناً

سالكاً

كلنا هذا المتردد التائه

الذي يستنشق

الهواء من إبرة

لا يعلم متى

يرحل

يفنى

يهلك

كلنا قتله مستقبلاً

مُستهلكاً.. مُستحلاً

مُتهالكاً أينما اتجه

تساقطت

أيامه

تترى

كلنا هذا الحقيقي الوهمي

في قراره أساطير الماضي

وعجالة الحاضر

لم يعد بداخله شيءٌ

منهُ أو ما يشبههُ