لكل السوريين

“تجهيز المساكب الأرضية” أولى مراحل الزراعة الصيفية بريف الرقة

الرقة/ صالح اسماعيل  

يتجه المزارعين في منطقة الرقة لتجهيز المساكب الأرضية لزراعة الخضروات، وهي عبارة عن زراعة بذور الخضروات في غير أوقاتها بعد حمايتها من العوامل الجوية بطرق متعددة، وبعد تهيئة المكان الجيد والبذور المناسبة، تمهيداً لنقلها إلى الحقول الزراعية في بداية الموسم الصيفي.

وتعد هذه الطريقة في زراعة الخضروات الناجحة والتي يقوم بها المزارعين مع نهاية شهر شباط وبداية شهر آذار للحصول على نوعيات جيدة من النباتات القابلة للزراعة، وهي أولى مراحل العمل الزراعي المتبعة، وتحتاج الى معرفة ودراية بزراعتها.

المزارع تركي العيسى من ريف الرقة الشمالي حدثنا عن هذه الطريقة قائلاً: “نعتمد في زراعتنا الصيفية على وخاصة الخضروات على هذه العملية التي اكتسبناها وورثناها عن أباءنا وأجدادنا، حيث نقوم بتجهيز المكان المناسب وحرث الأرض التي سيتم وضع المساكب فيها، ويشترط أن تكون قريبة من مصدر للمياه لكي يتم أروائها متى تطلب الأمر ذلك، حيث نقوم بتأمين البذور الجيدة (البندورة، الباذنجان، الفليفلة) وغيرها من بذور الخضروات الأخرى، وغالباً ما تكون من البذور الجيدة ومن أنواع هجينة محسنة”.

ويضيف المزارع تركي “بعد ذلك نتقوم بتحديد المساكب على شكل مستطيلات بعرض متر ونصف إلى مترين، وبطول 6ـ7 أمتار مع مراعاة تهيئة تربة هذه المستطيلات وإضافة السماد العضوي من روث الحيوانات، ثم نقوم بوضع البذور في التربة بعناية ودقة أو عن طريق وتؤثر على غيرها من النباتات بعد نموها، فالبذور زراعتها بأكياس صغيرة وتوزيعها ضمن المكان المخصص لها”.

وتحتاج النباتات المزروعة بهذه الطريقة لمدة 30-40يوم ليتم نقلها للأرض لتزرع هناك، وتحتاج بعد غرسها بالأرض لشهر تقريباً لبدء جني الثمار منها.

وعن فعالية هذه الطريقة والجدوى الاقتصادية منها تحدث لنا المزارع درويش الحسين قائلاً: “هذه الطرق التي تم ذكرها هي من الطرق التي يحتاجها مزارعو الخضروات بشكل خاص، حيث توفر عليهم مبالغ كبيرة من المال ولا يتعرض للغش الذي غالباً ما يكون من البذور المزروعة، والتي يتم بيعها في الأسواق بشكل شتل زراعي جاهز لوضعه في التربة في فترة زراعة الخضروات في نيسان، كذلك تعتبر هذه الطرق إحدى أهم طرق الاكتفاء الذاتي للمزارعين، وسبب لإعالة عدد كبير من العائلات العاملة في الزراعة”.

ويستطرد “هناك بعض المعوقات التي تعترض مزارعو المشاتل والتي آثر المزارعين الحديث عنها مشكلة عدم توفر أنواع جيدة من البذور، يحتاج الدونم الواحد من زراعة الخضروات لعلبة بذور 100غرام تباع بالدولار الأمريكي وتتراوح أسعارها بين 75ـ 100 دولار ولا يرضى التجار البيع بالليرة السورية مذرعين بالخسارة”.

ويردف “في الحقيقة إن الخاسر الوحيد والأكثر تضرراً هو المزارع بالإضافة إلى مشكلة ارتفاع أسعار فلاحة الأرض من قبل الجرارات الزراعية وارتفاع أسعار الأسمدة والمخصبات والمبيدات الزراعية التي تضيف الكثير من المصاريف الإضافية على المزارع مع بداية زراعة الخضروات”.