لكل السوريين

اقتتال المرتزقة فيما بينهم بعفرين، ودمشق تكثف قصفها لـ “خفض التصعيد”، وقناة تركية تستفز دولاً عربية وآسيوية

قُتِلَ عنصران من الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي وأُصِيبَ اثنا عشر آخرون بجروح، جرَّاءَ اشتباكاتٍ بمدينةِ عفرينَ المحتلة شمال غربي سوريا.

وأفادتْ مصادرُ محليَّةٌ، أنَّ اشتباكاتٍ عنيفةً اندلعتْ بين فصيلَي جيش الإسلام والجبهة الشامية الإرهابيين التابعين للاحتلال التركي، في الأحياء السكنية وسطَ مدينة عفرين، ما أسفرَ عن مقتل عنصرين من فصيل جيش الإسلام وإصابة اثني عشر آخرين بجروح.

وأوضحتِ المصادرُ، أنَّ الفصيلين الإرهابيين استقدما مزيداً من التعزيزاتِ العسكريَّةِ إلى مناطق الاشتباكات، وسطَ حالةٍ من الخوفِ والهلعِ تسود بين المدنيين بالمِنْطَقة.

دمشق تقصف خفض التصعيد

إلى ذلك، كثفت قوات حكومة دمشق من قصفها على المنطقة المسماة “خفض التصعيد” وفق اتفاق روسيا والاحتلال التركي.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اشتباكات بين المرتزقة من جهة، وقوات حكومة دمشق من جهة أخرى، على محور مجارز في ريف إدلب الشرقي، في محاولة تقدم للأخير في المنطقة.

وشهدت أرياف إدلب وحلب خلال الأيام الأخيرة، قصفًا متبادلًا بين قوات حكومة دمشق ومرتزقة تركيا وسط تحليق وغارات للطيران الروسي.

بالإضافة إلى التهديدات والهجمات المستمرة من قبل الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا وخصوصًا ناحيتي عين عيسى وتل تمر.

الدستورية تكرس فشلها

وزادت وتيرة التصعيد، بعد فشل الجلسة الخامسة لاجتماعات ما تسمى اللجنة الدستورية، والتي عبّر المبعوث الأممي غير بيدرسن عن استيائه وخيبة أمله من مسار اللجنة الدستورية.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي قبل أيام، أصدر بيدرسن بيانًا “مخيبًا للآمال”، حيث أبلغ بيدرسن المجلس أنه ليس لديه خطة عمل للمستقبل، واصفًا الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية المصغرة التي عقدت الشهر الماضي بأنها “فرصة ضائعة وخيبة أمل”.

وأكمل بيدرسن: “أبلغتهم أيضًا بأن هناك حاجة إلى دبلوماسية دولية بناءة بشأن سورية.. وقلت إنني على قناعة الآن أكثر من أي وقت مضى أنه بدون ذلك من غير المحتمل أن يتحرك المسار الدستوري أو أي مسار آخر، إلى الأمام”.

وترافق ذلك مع تصعيد على الأرض، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام التصدي لهجمات صاروخية على قاعدة حميميم مصدرها منطقة ما تسمى “خفض التصعيد”، وسبق ذلك، استهداف القاعدة الروسية “حميميم” لحراقات نفط بدائية في مناطق الاحتلال التركي بريف حلب.

وفي 9 شباط/ فبراير، استهدفت قاعدة الاحتلال التركي في قرية قيراطة شمال شرق منبج قرية الجات بقذائف الهاون، بالإضافة إلى استهدافها لدورية روسية بالأسلحة المتوسطة أثناء جولاتها على نقاط قوات حكومة دمشق في المنطقة.

قناة تركية تنشر خريطة افتراضية لتركيا بحلول عام 2050

في خطوة وُصِفَت بالمستفزة، نشرَ روادُ مواقع التواصل الاجتماعي مقطعَ فيديو لخريطة افتراضية لتركيا بحلول عام 2050، والتي نشرتْها قناةٌ تركية أظهرتْ من خلالها نفوذَ الدولة التركية والتي تشملُ دولاً عربية كالسعودية ومصر وليبيا.

القناةُ التركية عرضتْ من خلال مقطع فيديو، خريطةً على أنها ستكون نفوذاً تركياً بحلول عام 2050 والتي تُظهِرُ توسّعَ تركيا في كازاخستان وتركمانستان شرقاً امتداداً إلى ليبيا غربًا.

كما تشمل خريطةُ النفوذ كلاً من سوريا والعراق والأردن ومصر وليبيا وشبه الجزيرة العربية بأسرها واليونان إضافة إلى وراء القوقاز وبعض الأقاليم بجنوب روسيا.

في السياق، قال الإعلاميُّ الروسي، سرجون هدايا، إن هذه الخريطةَ التي يروّجُ لها أنصارُ الإخوان المسلمين والخلافة على أنها للنفوذ التركي بحلول2050 والتي ضمَّتْ كُلَّ الدولِ التي كانت تحت الحكم العثماني بالإضافة الى اليونان وقبرص وكلٍّ القوقاز وأجزاء من روسيا ودول الخليج، لكن الأهم هو عدم المساس بإسرائيل، حسب قوله.

وتعليقاً على الفيديو كتبتْ صفحةُ “تركيا 24″، أن أردوغان دائماً ما يحلم بأن تركيا دولة عظمى وأنه سيعيد إحياء الدولة العثمانية، واصفةً إياها بأوهام زائفة.

وذكرتْ وسائلُ مقرّبةٌ من النظام التركي أن الخريطةَ التي نشرتْها القناةُ التركية صادرةٌ عن معهد “ستراتفورد” للأبحاث.