لكل السوريين

احتلته تركيا وخرّبت معالمه.. بماذا يتميز موقع تل حلف (غوزانا) الأثري؟

الحسكة/ مجد محمد 

يقع موقع تل حلف الاثري (غوزانا) بجانب مدينة رأس العين غرباً على ضفاف الخابور شمال محافظة الحسكة، وتم اكتشاف الموقع من قبل العالم الالماني ماكس فون اوبنهايم من خلال دراسات أجراها عام ١٨٩٩ بعد إبلاغ بعض المواطنون له بوجود تماثيل تحت الارض، وحفريات وتنقيبات أخرى قام بها عام ١٩١١.

وعن هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاء مع الأستاذ عدنان بري الرئيس المشترك لدائرة الأثار في الحسكة، الذي تحدث لنا عن الموقع وأهميته وكيفية اكتشافه وما هي الحضارات التي تعاقبت عليه وكذلك سرقته وتدميره من قبل الاحتلال التركي في وقتنا الحالي.

وقال بري إن “الموقع يعود تاريخه منذ الألف السادس قبل الميلاد، ثم أصبح مستوطنة مزدهرة في الألف الخامس قبل الميلاد، وفي مطلع الألف الأول قبل الميلاد أصبح عاصمة لمملكة بيت بحياني والتي تعد من أقوى الممالك الآرامية الشمالية”.

وتابع بري “من التنقيبات إن الموقع مدينة محاطة بأبراج دفاعية تعود إلى العصر الحديدي وضمنها أبنية هامة كالقصر والقلعة، بالإضافة إلى المساكن والبيوت وداخل القصر توجد العديد من المنقوشات التي تحاكي التاريخ وتكشف أصولها العائدة للملك كابارا بن قاديانو الذي اهتم بالمنقوشات الممزوجة، الانسان العقرب، الانسان السمكة، جسم الانسان برأس أسد”.

وأردف بري “الموقع عاصر العصور الحجرية وصولاً للعصر المعدني وتلاه تعاقب الحضارات والامبراطوريات الكبيرة كالمياتنية والاشورية والكوتية والهورية، وتم استجرار العديد من الآثار الموجودة فيه لعدة دول ومنها ما يعرض في المتاحف الأوروبية ولا سيما تمثال (الآلهة المعتلية على العرش) المعروض في متحف برلين الوطني في المانيا”.

وأشار بقوله “في السنوات القليلة السابقة قمنا بعدة ترميمات للموقع، ومنعنا التنقيبات والحفريات الغير مرخصة من قبل تجار الآثار حفاظا على الأثار المتبقية، ونظمنا العديد من الجولات التعريفية للطلبة والأهالي للتعريف بالموقع وتاريخه الأصيل، ولكن مع الاحتلال التركي لمدينة رأس العين تم احتلال الموقع أيضاً من قبل المرتزقة الذين عبثوا فيه بشكل تخريبي وعبثي وقاموا بتكسير معالمه وتشويهها وكذلك نهب أثاره من قبل الأتراك ومرتزقتهم”.

وفي الختام ناشد المؤسسات والمنظمات العالمية المعنية بحماية المواقع الأثرية بالاهتمام بموقع تل حلف (غوزانا) الأثري ووقف الاعتداء عليه كونه معلم تاريخي مهم للعالم بأجمعه.