لكل السوريين

في السويداء.. تتزايد محاولات الميليشيات لتجنيد شبابها

السويداء/ لطفي توفيق ـ 

تزايدت ظاهرة تجنيد الشباب محافظة السويداء عن طريق جهات متعددة الأطياف والولاءات، تستغل الظروف المعيشية المتدهورة، وارتفاع نسبة البطالة في المحافظة لتجنيد شبابها، والزج بهم للعمل في مناطق مختلفة خارج المحافظة.

وشهدت الشهور القليلة الماضية تجنيد مئات الأشخاص من أبنائها، من قبل أطراف مختلفة، بينها ميليشيات مدعومة من إيران، وشركات أمنية مدعومة من روسيا، إضافة إلى جهات محلية متعاونة مع فروع الأمن السورية.

ورصدت مصادر محلية تجنيد حوالي مئة شاب من أبناء المحافظة خلال الشهر الماضي، وما يعادل نصف هذا العدد منذ مطلع العام الحالي، وإرسالهم للعمل على حواجز ونقاط تفتيش في عدة مناطق سورية مقابل رواتب شهرية مغرية.

وتتشابه إجراءات الأطراف التي تجند الشباب، من حيث إجراء تسويات للمطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري، وتختلف من حيث مكان العمل والرواتب الشهرية.

روسيا تجند بسخاء

عملت الشركات الأمنية المدعومة من موسكو على استقطاب الشباب السوريين وتجنيدهم خارج البلاد، كما فعلت شركة “الصياد لخدمات الحراسة والحماية” عندما جندت المئات من شباب محافظة السويداء وأرسلتهم إلى ليبيا، ووزعتهم على منشآت نفطية تسيطر عليها القوات الروسية لحمايتها مقابل رواتب وصلت إلى ألف دولار شهرياً، حسب أقوال شبان عادوا من ليبيا.

كما عملت الشركة مؤخراً، عبر وكلائها في محافظة السويداء على تجنيد العشرات من شبابها للعمل إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية العاملة لحماية مواقع حقول الغاز بريف حمص، وفي منطقتي “أثريا وخناصر”، مقابل رواتب وصلت إلى مئتي دولار شهرياً.

عودة نشاط “الدفاع المحلي”

افتتحت ميليشيا “الدفاع المحلي” مكتباً لتجنيد الشباب في محافظة السويداء مطلع العام الحالي، بإشراف شخصين من أبناء المحافظة، دون وجود شخصيات إيرانية في المكتب الموجود بمكان معروف في مدينة السويداء.

ويستقطب المكتب شباب المحافظة لتجنيدهم على نقاط التفتيش التابعة للميليشيات الإيرانية التي تعمل شرق سوريا وبادية تدمر، مقابل رواتب شهرية تبدأ من 75 ألف ليرة سورية.

وقال أحد الشباب الذين تم تجنيدهم عن طريق المكتب، إنه خضع لدورة تدريبية سريعة في منطقة قريبة من مدينة “ضمير” بريف دمشق، بإشراف أشخاص من إيران.

وذكر أن عدد المنتسبين من المحافظة ضمن الميليشيا لا يتجاوز50 شخصاً، يخدمون في هذه المناطق لعدم وجود مقرات أو مهمات للدفاع المحلي داخل محافظة السويداء.

و”الدفاع المحلي” إحدى المليشيات المحلية التي شكلتها ودعمتها إيران في سوريا منذ سنوات، وعاودت فتح باب الانتساب لها في العديد من المحافظات السورية خلال الأشهر القليلة الماضية، وفق تقارير صحفية.

يذكر أن عملية تجنيد الشباب ضمن “القوات الرديفة” بدأت منذ بداية الحرب في سوريا، وتنامت في الأشهر الماضية في ظل التنافس المتصاعد بين إيران وروسيا على تجنيد الشباب السوريين من أجل تعزيز نفوذ كل منهما في سوريا.