لكل السوريين

تعثر جديد لمفاوضات سد النهضة.. الخرطوم تهدد وأديس أبابا لا تكترث

تقرير/ لطفي توفيق

فشل الاجتماع السداسي الذي عقد مؤخراً بين السودان ومصر وإثيوبيا، في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض بين هذه البدان حول سد النهضة الإثيوبي.

وكانت المفاوضات الخاصة بتشغيل وملء السد قد استؤنفت من خلال الفيديو كونفرانس، بحضور وزراء الخارجية والمياه في هذه الدول، برئاسة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، بصفتها الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.

وشهد الاجتماع استمرار التباين بين موقف الخرطوم والقاهرة من جهة، وأديس أبابا من جهة أخرى، حيث تمسكت الخارجية المصرية بضرورة التوصل لاتفاق ملزم يؤمن حقوقها المائية، قبل بدء المرحلة الثانية من تعبئة السد، وأكدت الخارجية السودانية على حقوق السودان في مياه نهر النيل، وأصرت على أهمية دور خبراء الاتحاد الإفريقي في المفاوضات.

بينما أكدت إثيوبيا أنها لن توافق على أي صفقة تحد بأي شكل من الأشكال من حقها في إكمال بناء السد للحصول على الطاقة، واستخدام مياه النيل لتحريك عجلة اقتصادها.

وأعربت وزيرة العلاقات والتعاون الدولي لجنوب إفريقيا عن أسفها “للطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات”.

وأشارت إلى أنها سترفع الأمر للرئيس سيريل رامافوزا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي “لاتخاذ ما يلزم”.

السودان يهدد

بعد فشل الاجتماع هدد السودان باللجوء إلى “خيارات أخرى” حال فشل الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي التي تقرر عقدها شهر شباط المقبل، في تحقيق مصالح السودان.

وأوضح وزير الري السوداني في تصريح صحفي أن موقف بلاده يقوم على ضرورة إعطاء الاتحاد الأفريقي دور الميسر، عبر الخبراء الذين تم اختيارهم بواسطة الاتحاد.

واعتبر مفاوضات الفترة الماضية بلا جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث التي تباعدت مواقفها منذ البداية، ولذلك يصر السودان على أن يلعب الاتحاد الأفريقي دوره الطبيعي في تذليل عقبات عملية التفاوض.

ومن جانبه قال وزير الخارجية السوداني “عدنا لمفاوضات سد النهضة على أمل أن يكون هناك دور أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي عملاَ بشعار الحلول الأفريقية لمشاكل القارة”.

وأعرب عن أمله بأن تحقق الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي في شباط المقبل ما يصبو إليه السودان، وإلّا “سيكون له خيارات فيما يلي هذا الملف”.

إثيوبيا لا تكترث

تصر أديس أبابا على البدء بالتعبئة الثانية لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، وقبيل الاجتماع كشف وزير الري والمياه الإثيوبي في تغريدة له أن نسبة البناء في سد النهضة بلغت 78%، مشيراً إلى أن العمل في السد يسير بوتيرة سريعة، فيما اعتبر رسالة واضحة على استمرار بلاده في بناء السد بغض النظر عن مسار المفاوضات.

وبعد قيامه بوضع حجر الأساس لسد “ياجِما ماتشاتشا” الجديد على النيل الأزرق، زعم الوزير أن بلاده تتعرض “لاعتداء” من أطراف تريد منعها من استغلال النيل في المشروعات التنموية.

واتهم مصر والسودان بالعمل على حرمانها من الاستفادة من النيل رغم أنها دولة منبع، وبناء السدود حق طبيعي لها.

يذكر أن السودان ومصر تخوضان مفاوضات مع إثيوبيا حول السد منذ تسع سنوات دون إحراز أي تقدم، حيث تعول إثيوبيا على السد للحصول على الطاقة وتحريك عجلة اقتصادها، في حين تخشى مصر من نقص مياه النيل وجفاف أراضيها، ويأمل السودان في التوصل لحل وسط يضمن استفادة كافة الدول من مياه النيل بشكل عادل.

ويتمحور الخلاف الأساسي حول وتيرة ملء خزان السد التي تعمل إثيوبيا على إتمامها بغض النظر عن مسار المفاوضات.

ويرى المراقبون أن المسؤولين الأثيوبيين يستخدمون هذه المفاوضات كورقة للابتزاز السياسي في محاولة منهم لرأب الصدع الداخلي في بلادهم.

ولذلك لا يتوقعون أي تقدم جوهري في هذه المفاوضات، في المدى المنظور على الأقل.