السوري/ إدلب ـ مع تقلص المساحة الخاضعة لسيطرة الفصائل المرتزقة لدى تركيا في شمال غرب سوريا؛ الأمر الذي تسبب في زيادة الكثافة السكانية وبالتالي إلى اكتظاظ في عدد المراجعين للمشافي المدعومة من بعض المنظمات، مما أدى إلى وجود حالة كبيرة من الازدراء من قبل المواطنين حيال المعاملة من قبل الكوادر الطبية في المشافي.
وتسبب الفساد الإداري في المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سوريا في حدوث فوضى عارمة ألقت بظلالها على الجانب الصحي، وبالأخص المشافي التي يشتكي مواطنون من إدلب ونازحون لصحيفتنا من حجم المعاناة من جراء المعاملة التي يتلقونها في المشافي العامة.
أحد المراجعين في مشفى رفض ذكر اسمه، قال لمراسلنا “أنا نازح من ريف دمشق، وبسبب الفقر وعدم القدرة على الذهاب لطبيب خاص جئت إلى المشفى للمعاينة بسبب ألم في الظهر، ولكن قسم الإسعاف لا يستقبل إلا عدد محدود من المراجعين بحجة الكورونا، وهذا غير صحيح، إذ أن المحسوبية والواسطة هي الوسيلة المتبعة، ومنذ ساعات الصباح الباكر أنتظر دوري بعد فشلي ثلاثة أيام من الوصول للمعاينة”.
مازن، يبلغ من العمر 35 عاما، قال “أنا مصاب بداء السكري وحاجتي ماسة جدا لجرعة أنسولين بشكل دوري، المعاملة سيئة جدا من كادر المشفى، يعاملون المرضى وكأنهم عبيد عندهم، ومع أن المشفى مدعومة من قبل منظمة سامز الدولية إلا أن هناك محسوبيات وعدم احترام، وبذلك اضطررت للذهاب للعيادات الخاصة، والتي تكون تكلفتها عالية جدا، ولا يقدر المواطن على تحملها”.
وبعد جهد كبير استطعنا الوصول لأحد الكوادر الإدارية، والذي رفض ذكر اسمه ليحدثنا بدوره عن سبب الازدحام والشكاوى المتعلقة بالمعاملة، حيث قال “المشافي العامة هنا قليلة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للازدحام، وأيضا تم تخصيص أكثر من مشفى لاستقبال حالات كورونا، وعزوف بعض الأطباء عن العمل ضمن المشافي العامة بسبب قلة الدعم والفرق في الوارد بين العيادة الخاصة والمشفى العام”.
ويضيف “الكادر الطبي في المشفى قليل جدا، وأعداد المراجعين هائلة، وبذلك نضطر لعدم استقبالهم في يوم واحد، ولا ننكر وجود بعض الفساد في المشفى من حيث احتكار الأدوية، وبالتالي يضطر المواطن لشرائها من الصيدليات الخاصة”.
وفي الفترة الأخيرة سجلت محافظة إدلب لوحدها ارتفاعا كبيرا في معدل الإصابات بفيروس كورونا، وخصصت بعض المستوصفات الصحية والمشافي عددا من أقسامها لمكافحة الوباء.
وفي العام الماضي شنت القوات الحكومية عملية عسكرية بدعم روسي، استعادت بموجبها مساحات شاسعة من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وحلب الغربي، وبالتالي تقلصت مساحة الأراضي التي كانت تخضع لسيطرة الفصائل المرتزقة لدى تركيا، في حين أن الأهالي نزحوا شمالا نحو الحدود التركية.
ويتخوف مواطنون كثيرون من محافظة إدلب وأريافها أن تقوم القوات الحكومية بشن عملية عسكرية بموجب اتفاق روسي تركي، لا سيما وأن الأتراك بدأوا قبل فترة بسحب بعض نقاط المراقبة التي كانت تتواجد ضمن المناطق التي استعادتها الحكومة السورية في العام الماضي، ما يوحي بأن هناك عمل عسكري محتمل، بحسب مواطنين تحدثوا لصحيفتنا سابقا.
تقرير/ عباس إدلبي