لكل السوريين

ندوات حوارية لمسد… والهدف إعادة ثقة السوريين بالحل السياسي

يستمر مجلس سوريا الديمقراطية(مسد) بعقد ندوات حوارية، حيث عُقدت السبت الندوة الثانية في الرقة، والسادسة على مستوى شمال وشرق سوريا تحت شعار “نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات”.

تضمنت الندوات ثلاث محاور أساسية، وهي “ضمان المواطنة وحقوق كل المكونات في سوريا موحدة، وتعزيز التشاركية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتطوير وتمكين الإدارات الذاتية والمدنية”.

وشارك في الندوات ناشطين مدنيين وشيوخ ووجهاء العشائر والتي شهدت حضور خليل الكشة شيخ عشيرة المجادمة وعضو مجلس شعب سابق لدى الحكومة السورية.

وأدار الندوات كلا من “إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وعبد المهباش الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية”، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية في شمال وشرق سوريا.

التهديدات الحالية والمحتملة

لفتت إلهام أحمد إلى أن الأزمة السورية تم تدويلها من خلال التدخلات الخارجية، لذلك من الصعب حلها بدون توافقية، فالأجندات الخارجية هي من تتحكم بالحوار السوري، وابتعدت اللجان المشاركة عن أجنداتها الوطنية وأصبحت تخدم أجندات أجنبية.

وأوضحت “نرى تصريحات وليد المعلم عن منطقة شمال وشرق سوريا، هي تصريحات نارية بالرغم من كل النوايا الحسنة والمبادرات التي أطلقناها، لإنهاء الصراع والتوصل لحل سياسي في سوريا مع الحكومة المركزية في دمشق، إلا أنهم رفضوا ذلك ونسفوا كل المبادرات التي قدمناها، ويخرجون بتصريحات نارية تستهدف أمن المنطقة، حيث وصفوا القوات التي دافعت عن سوريا وعن السوريين، وحمتهم من الإرهاب ودافعت عنهم ووقفت بوجه التهديدات الخارجية، بأنها إرهابية”.

لكن بكل سهولة كما قالت السيدة أحمد يرمون صفة القوات الانفصالية الارهابية، وفي الحقيقة أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان هي مناطق الإدارة الذاتية، فليس من المعقول أن نوصف بالإرهابيين ومن يفضل الحل العسكري لا يمكن أن يكون ديمقراطي.

في السياق ذاته أكد حكمت حبيب، نائب الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية في تصريح لوكالة هاوار، إن مشروع الإدارة الذاتية مشروع وطني سوري لكل السوريين بما فيهم الكرد، وليس “كردي انفصالي” كما يشاع عنه.

وحمّل عبد المهباش الحكومة السورية وتركيا مسؤولية إغلاق المعابر، والتي تنعكس سلبا على مواطني الإدارة الذاتية.

ترميم الأخطاء

أشارت إلهام أحمد في الندوة الخامسة أن “هناك قسم كبير من الأشخاص هو خارج إطار الادارة، ولا يمكن أن ندعي ان كل سكان المنطقة هم ضمن الإدارة، هذا سيكون خطأ، يوجد شخصيات وكتل لا تزال خارج الإدارة الذاتية، لذلك نسعى من خلال هذه الندوات للوصول الى مقترحات وتوصيات جديدة”.

وشددت أحمد على ضرورة تشارك المقترحات وكيف يمكن تصحيح مسار الإدارة وتحديد مواضع الأخطاء و النواقص، وكيف يمكن تجاوزها والوصول إلى الاستقرار وتعزيز الإدارة وتقديم الخدمات لسكان المنطقة، وتكون نموذجا للديمقراطية المباشرة على الساحة السورية بالنسبة للأطراف الأخرى، إن كان للحكومة المركزية أو المعارضة يمكن أن نجعلها نموذجا بالعمل معا، كي تتحول الإدارة لنموذجا حقيقيا فاعلا ومجربة خلال الأعوام الماضية، نسعى من هذا الحوار الوصول لرؤى متوافقة ونستفيد من الأخطاء ومناقشتها لتتحول لتوصيات في المؤتمر العام الذي سيعقد لاحقاً.

بناء الثقة ورسم خريطة طريق

وجّه حكمت حبيب رسالة لمن وصفهم بالرماديين الذين لم ينخرطوا إلى هذه اللحظة المشاركة في الحياة السياسية في شمال وشرق سوريا، بأن يشاركوا في الحياة السياسية، وأن يتكلموا عن العقبات التي تواجه الإدارة الذاتية، وكيف يمكن تطوير العملية السياسي.

وذكرت السيدة إلهام أن هناك ثلاثة لقاءات مع الحكومة السورية لا ترتقي لمستوى الحوار، في كل لقاء نتفق على أن نبدأ بخطوات أولية، دون أي تقدم ملحوظ؛ المسؤولين في حكومة دمشق عنيدين “والغايين”، إلا أننا نأمل من خلال العمل مع وسطاء، لحوار سوري -سوري، بحسب قولها.

وأضافت “هناك جهود لحوار مع المعارضة المعتدلة التقينا في عين عيسى وأوربا، توصلنا أن نحضّر لمؤتمر وطني على مستوى سوريا، ونسعى للوصول الى نتيجة تخدم الشعب السوري، وكان لنا حوار مع منصة القاهرة تفاهمنا على وثيقة ويمكن ان ننضم لمنصة القاهرة لكن بسبب كورونا تأخرنا”.

طالب بعض المشاركين في الندوات التوجه لمكونات أخرى من الشعب السوري خارج مناطق الإدارة الذاتية لكسب ورقة القاعدة الشعبية، والبحث عن حلفاء يساندون فكرة الإدارة الذاتية، واستخدام ورقتي الاقتصاد والقوة العسكرية في الحوار، وضرورة إحداث أحزاب سياسية، ودمج أصحاب المؤهلات في العمل الإداري الذي يعاني من قلة الكفاءة بحسب ما أشاروا.

وكذلك ضرورة إجراء انتخابات لاختيار السياسيين الممثلين عن الإدارة الذاتية و(مسد).

تقرير/ أحمد العلي