لكل السوريين

العطش يكاد يخنق بعض أحياء اللاذقية.. الأهالي يعزون أسباب نقص المياه

السوري/ اللاذقية ـ تعاني مدينة اللاذقية وريفها من انقطاع شبه دائم لمياه الشرب، حيث بات تقنين المياه يقص مضاجع الأهالي ويحرمهم من النوم سعياً وراء قطرة الماء.

ويستعين الكثير من الأهالي بصهاريج للحصول على المياه لأغراض الاستخدام المنزلي التي يزيد الطلب عليها صيفاً لا سيما أمام تعليمات وشروط النظافة للوقاية من جائحة كورونا.

منذ أيام الشتاء كان هناك عدد من المناطق تشهد اختناقات مائية ووعدت المؤسسة العامة لمياه الشرب بمجموعة مشاريع منها ما تم تنفيذه ومنها ما كان قيد التنفيذ، والقاسم المشترك بين تلك المشاريع تحسين الواقع المائي للمحافظة، ولكن النتائج جاءت عكس ما أعلنوه والواقع خير شاهد ومعاناة المواطنين خير دليل.

مؤسسة المياه تلقي باللوم على شركة الكهرباء، والكهرباء تحتج بنقص الغاز، وجميعهم يشيرون إلى التعديات، ولكن جميع هذه الأعذار لم تعد مقبولة، وبات المواطن يدرك أنهم يعتبرونه آخر همهم، وترتيبه الأخير في أولويات عمل كافة المؤسسات الخدمية، ولكنه إن حصل وتأخر في تسديد ما يترتب عليه من فواتير يصبح في مرتبة متقدمة من الأولوية بالنسبة لهم.

وحتى اللحظة ترفض المؤسسات المسؤولة عن هذه الحالة بانقطاع المياه تقنينا، وإنما يصفونه بأنه ثقافة وترشيد وسيتم معالجتها فنياً، وليس هناك نقص في الوارد من مياه الشرب في المحافظة، ولكن ثمة علاقة عكسية تربط بين الانخفاض العام في التردد الكهربائي الذي يغذي المضخات الرئيسية في محطة التصفية وعملية التغذية المائية.

قلة الكهرباء هي المسبب

أحمد حسان، مواطن من مدينة اللاذقية قال لمراسلتنا “سبب قلة المياه يعود لقلة الكهرباء، فالمياه مرتبطة بالكهرباء وكل شيء أيضا مرتبط بالكهرباء، المؤسسة لا تستطيع تشغيل ضاغط المياه، وبالأخص الطوابق العليا التي تعد المتضرر الرئيس من عدم وصول المياه إلا في ساعات الكهرباء”.

ويضيف “ازدهرت تجارة المياه، فالأحياء باتت تعج بالصهاريج، لصالح من يتم تقصد قطع المياه عن بعض أحياء المدينة، هل هو توافق بين مؤسسة المياه وأصحاب الصهاريج؟”.

المناطق والأحياء والقرى وحتى أماكن الاصطياف تعاني شحاً في المياه أكثر من أن نعددها منذ سنوات، ومنها مشروع الصليبة الذي يعاني منذ ثلاث سنوات، وقد قامت مؤسسة المياه في الصيف الفائت بإعداد دراسة لتنفيذ خط بطول 650 م وقطر 400 مم لعزل مشروع الصليبة عن خط الشيخ ضاهر، ونفذته مؤسسة الإنشاءات العسكرية متاع، وبحسب مؤسسة المياه انتهت مشكلة الاختناقات التي عانت منها بعض الأبنية (جانب التموين) بعد وضع الخط الداعم لمنطقة الصليبة بالخدمة، واستمرار شكوى الأهالي تؤكد أنهم بلا مياه منذ أيام.

ولازال مشروع استثمار آبار البهلولية وعددها أربعة آبار، وآبار الصفصاف وعددها ثمانية لإنتاج (26 ألف م3) يومياً لبعض أحياء المدينة مثل سقوبين وسنجوان وجب حسن، المنطقة الصناعية، روضو، العمرونية، والمشروع قيد التنفيذ وبتكلفة تتجاوز (400) مليون ليرة سورية.

وبحسب مراسلنا فإنه سيتم تحويل آبار الجندرية إلى آبار احتياطية للمدينة عند الحاجة، وقد تم وصف المشروع بالاستراتيجي أنه سيؤمن ما بين75 – 80 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً للقسم الشمالي من المدينة عن طريق تنفيذ محطة تصفية سد 16 تشرين في موقع نهاية نفق عين البيضة، وقد تم تصديق المشروع من الوزارة والتزمت تنفيذه شركة روسية والمشروع حالياً بمرحلة الدراسة المالية لاعتماد التكلفة النهائية له ولكن على أرض الواقع شح المياه سيد الموقف.

تقرير/ ا ـ ن