لكل السوريين

نساء من ريف دير الزور المحرر: أحسسنا بالمسؤولية تجاه المجتمع السوري في ظل الإدارة الذاتية

السوري/ دير الزور ـ في الريف الشرقي لدير الزور تتعمق شخصية المرأة يوما بعد يوم على عكس ما كانت عليه سابقا وبما يتناسب مع قدراتها وإمكانياتها، هذا ما أكدته نساء من دير الزور بتن يحظظن بدور أكبر في ظل الإدارة الذاتية التي جعلت مبدأ المساواة بين الجنسين أساسا لها.

تثار قضية المرأة في كل مجتمع مضطرب الموازين ومنحرف القيم، فهذه القضية أثيرت في كل الحضارات والأديان بدءا من الحضارة اليونانية إلى الرومانية مرورا بالعصر الجاهلي العربي إلى المدنية الغربية الحديثة التي سحقت المرأة وسرقت شرفها وحطمت كرامتها وحولتها إلى مادة إعلانية أينما ذهبت. فهم باستخدام مفاتن المرأة يسوقون منتجاتهم.

ومع الاستقرار الذي حظيت به المنطقة بعد أن حررتها قسد من براثم الإرهاب؛ وتطبيق مبدأ الإدارة الذاتية التي أبدت اهتماما خاصا بالمرأة وفتحت لها المجال لإثبات دورها في بناء المجتمع، تحول دور المرأة ليكون أساسيا في شمال شرق البلاد.

وشكلت الرئاسات المشتركة لكل الاتجاهات نموذجا فريدا لحالة المساواة بين الرجل والمرأة، وفي كل الاختصاصات والمحاور، أسست النساء مجلس المرأة في دير الزور، وتحديدا في بلدة هجين التي باتت المرأة فيها تنعم بدور كبير في المجتمع، فاستطاعت تذليل الصعاب.

وللاطلاع أكثر عن مدى الاهتمام الذي حظيت به المرأة في هجين بريف دير الزور الشرقي، وإلى أين وصلت، التقت صحيفتنا بالإدارية في دار المرأة في هجين، فاطمة السالم، التي قالت “كانت المرأة في السابق تعاني من استبداد الرجل ويتحكم فيها كيفما يشاء، وذلك بسبب الذهنية الذكورية العالقة في مجتمعنا”.

وأضافت “بعد أن استطاعت الإدارة الذاتية توعية المرأة لمدى أهميتها في المجتمع، أصبحت المرأة شيئا فشيئا تأخذ دورها الطبيعي في المجتمع، وأخذت تؤمن بالحياة الندية التشاركية بينها وبين الرجل في جميع المجالات، كالتعليم والاقتصاد حتى تخطتها إلى المجال السياسي والعسكري، وهذا أكبر دليل على تخطي المرأة لجميع القيود المفروضة عليها من المجتمع والذهنية المتسلطة للرجل”.

الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في هجين، أصايل العلي، أوضحت أن مبدأ الرئاسة المشتركة لاقى قبولا كبيرا لدى كافة النساء في هجين وأرياف دير الزور المحررة ككل، فالنساء بحسب أصايل باتت المسؤولية التي تقع على عاتقهن أكبر بكثير بعد أن عرفت مكانتها الحقيقية في المجتمع.

وشهدت أرياف دير الزور المحررة على يد قسد تشكيل عدة هيئات لدور المرأة، وبهذه الدور والمجالس باتت المرأة تنعم بخصوصية كبيرة، حيث أنها وجدت نفسها قادرة على حل مشاكلها بمفردها، دون أن يتدخل المجتمع الذكوري الذي اعتاد التسلط على المرأة في شؤونها.

ولعبت المرأة في دير الزور دورا كبيرا في القضاء على الإرهاب، وتواصل من خلال عملها في المؤسسات العسكرية بذل الجهود حتى تبقى شعوب شمال شرق سوريا تنعم بالاستقرار الذي شارك في صناعته كافة شرائح المجتمع السوري ومكوناته.