حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن، مشدداً على أن الأوضاع في سوريا ما بعد النظام السابق لا تزال غير مستقرة، وأن الحكومة الجديدة تفتقر إلى الخبرة، ما يجعل أي عودة قسرية محفوفة بالمخاطر.
وفي مقابلة نُشرت اليوم السبت، في صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، أعرب غراندي عن قلقه من انسحاب ألمانيا المؤقت من برنامج إعادة التوطين الذي تشرف عليه المفوضية، وقرارها الأخير بتعليق لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على “الحماية الثانوية”، محذراً من أن الضغط على السوريين للعودة “سيخلق مشاكل جديدة”.
وأشار المفوض الأممي إلى أن مئات الآلاف من السوريين عادوا إلى ديارهم، معظمهم من النازحين داخلياً، إلا أن العودة من أوروبا لا تزال نادرة، بسبب سوء الأوضاع الأمنية والمعيشية. وأضاف: “اللاجئون يحتاجون إلى بيئة آمنة ومساعدة ملموسة كي يتمكنوا من بناء حياتهم مجدداً في سوريا”.
وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت في أبرريل الماضي تعليق برنامج إعادة التوطين للاجئين الأكثر عرضة للخطر، ما أثار انتقادات من مؤسسات حقوقية ودولية، حيث تعهدت ألمانيا سابقاً باستقبال نحو 13 ألف لاجئ في 2024 و2025، لكن هذا التعهد توقّف بعد تغيير الحكومة في أيار/مايو المنصرم.
وتطرق غراندي إلى أهمية دعم اللاجئين اقتصادياً داخل سوريا بدلاً من اقتصار المساعدات على الدعم العيني، مستشهداً بقصة سيدة من درعا جنوب البلاد، كانت أمنيتها ببساطة أن تملك ثلاجة لتبدأ عملها كطاهية وتُعيل أسرتها.
وتزامنت هذه التصريحات مع إقرار البرلمان الألماني (البوندستاغ) مشروع قانون لتعليق لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على “الحماية الثانوية” لمدة عامين، وهو ما وصفه غراندي بأنه قرار يهدد جهود الاندماج، قائلاً: “بدون العائلة، يصبح الاندماج أكثر صعوبة، ويجب التعامل مع ذلك بمرونة أكبر”.
وتستضيف ألمانيا حالياً أكثر من 388 ألف لاجئ يتمتعون بوضع “الحماية الثانوية”، وهو شكل حماية يُمنح لمن لا تنطبق عليهم معايير اللجوء الكامل لكنهم يواجهون خطراً حقيقياً في حال أُعيدوا إلى بلادهم.