لكل السوريين

اعتصام شعبي في السويداء… ومحاولات لحراسة المزروعات

تحت شعار “حرقتونا”، و “بدنا نعيش بكرامة”، اعتصم العشرات من المواطنين في ساحة السير المركزية مقابل مجلس مدينة السويداء احتجاجاً على أعمال الحرق المفتعلة الهادفة إلى تدمير مصدر قوت الناس، وتدمير الاحراش التي تشكل رئة المحافظة، ولمطالبة المسؤولين في مختلف القطاعات الرسمية بالقيام بواجباتهم في معرفة ومحاسبة المسؤولين عن افتعال هذه الحرائق، والمقصرين في مكافحتها.

وللمطالبة بتخفيف معاناة الأهالي من الوضع الاقتصادي المتدهور، وارتفاع الأسعار الجنوني.

وكان ناشطون من المجتمع المدني بالسويداء قد اطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية الصامتة، قبل يوم واحد من تنفيذها الأحد الماضي.

ولاقت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً بين معظم الشرائح الاجتماعية خلال اللقاءات، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وطالب كثيرون باستمرار هذه التحركات أملاُ بتحقيق أهدافها.

محاولات لحراسة المزروعات

طلب رئيس اتحاد الفلاحين في المحافظة من الجمعيات الفلاحية تشكيل مجموعات لحراسة المحاصيل الزراعية والحقلية والأشجار، وتخصيص رواتب للمكلفين بالحراسة من ثمن بقايا الزرع، وذلك بالتعاون مع المزارعين، وربط مجموعات الحراسة بالجهات المعنية بالتعامل مع الحرائق.

وكانت دار الإمارة التقليدية في السويداء قد اطلقت دعوة إلى أهالي المحافظة لتشكيل مناوبات حراسة لحماية الأراضي الزراعية من الحرائق، وتخصيص أجور مالية للحراس من ثمن بقايا الزرع، أو من أموال الوقف. 

وبالفعل.. بدأ المواطنون في المحافظة بتشكيل مجموعات لحماية محاصيلهم الزراعية.

في قرية عرى في ريف السويداء الغربي تم تكليف عشرات الشبان لحراسة الأراضي على مدار الساعة تفادياً لوقوع أي طارئ أو حريق، وبالتحقيق مع أي شخص غريب يتواجد في المنطقة دون سبب أو مبرر.

وفي قرية شنّيرة في ريف السويداء الجنوبي، نظّم عشرات الشبّان أنفسهم في 4 مجموعات تتكون كل واحدة منها من 10 شبان، حيث تتوزع هذه المجموعات في محيط القرية، بينما يبقى بعضهم في مقر الجمعية الفلاحية، وفي حال حدوث أي حريق تقوم المجموعات بإعلام الباقين في المقر ليبلغوا أهل القرية الجاهزين مع صهاريجهم من أجل سرعة الانطلاق لإخماده.

وفي منطقة الغارية في ريف السويداء الشرقي تشارك فصائل محلية في عمليات الحراسة الليلة للأراضي الزراعية.

ومن المتوقع أن تعم هذه الحلول الأهلية كافة نواحي المحافظة بعد اندلاع الحرائق التي أتت على مئات الدونمات الزراعية خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل غياب دور الجهات المعنية في الحد من هذه الحرائق أو الكشف عن فاعليها.

حرائق بالجملة

وشهدت محافظة السويداء سلسلة من الحرائق المتفرقة في الأيام القليلة الماضية، طالت أكثر من 600 دونم من المحاصيل الزراعية والأشجار، رغم أن فصل الصيف لم يدخل في ذروته بعد، وتعددت الأسباب وراء نشوبها، فمعظمها مفتعلة من قبل مجهولين، أو أشخاص عابثين، ومنها ما هو ناجم عن أخطاء بشرية كالإهمال، ورمي القمامة قرب الأراضي المزروعة، وإطلاق النار العشوائي.

تقرير/ لطفي توفيق