حماة/ جمانة الخالد
يواجه المزارعون في محافظة حماة، تحديات كبيرة نتيجة شح الهطولات المطرية المعتادة خلال فصل الشتاء، حيث انخفضت إلى مستويات قياسية خلال الأعوام الزراعية الماضية، ما ساهم في تراجع إنتاج مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، فضلاً عن تأثرها بموجات الصقيع.
وتسبب شح الهطولات المطرية في استنزاف مخزون المياه الجوفية من قبل المزارعين الذين بدؤوا يكثفون عدد الآبار بغية تغطية الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد على الزراعة البعلية، مستخدمين الطاقة الشمسية التي وفرت عليهم تكاليف باهظة، ما زاد استهلاك المياه الجوفية في الزراعة.
فيما اتجه بعض المزارعين، إلى ري مشاريعهم الزراعية عبر الأودية التي تعتمد على الهطل المطري، وهذه الأودية تجري في الأراضي الزراعية، وتعتمد على الهطل المطري في جريانها، لكنها في الوقت ذاته لا تغطي الحاجة في ظل حجم الاستهلاك والاستغلال.
وأثر شحّ الأمطار هذا العام بشكل مباشر على القطاع الزراعي في محافظتي حمص وحماة وسط البلاد، ما أدى إلى خروج مساحات واسعة من الخدمة، وغياب شبه تام للمحاصيل العلفية.
وقال مزارعون إن الهطولات المطرية لم تتجاوز ثلث المعدل السنوي، ما دفع كثيرين إلى العزوف عن الزراعة، ووصف أحدهم الموسم بـ”الاستثنائي”، مؤكداً أنه لم يشهد موسماً أكثر جفافاً، وأن النتائج ستكون محاصيل محدودة وضعيفة.
ورغم أن المحاصيل العلفية لا تحتاج إلى الري كبقية المحاصيل، فإنها، بحسب المزارعين، تتطلب معدلات أمطار تفوق 200 ملم، بينما لم يتجاوز متوسط الهطول هذا العام 100 ملم في معظم المناطق، مقارنةً بـ 300 ملم في مواسم سابقة.
وتشمل هذه المحاصيل (الكرسنة، الجلبانة، البيقية، الفول العلفي)، وهي أساسية في تغذية الماشية. وقد بلغت المساحات المزروعة بها في الموسم الماضي أكثر من 18 ألف هكتار، بحسب مديرية الزراعة، توزعت على 7000 هكتار للجلبانة، و5800 للكرسنة، و6000 للبيقية، إلى جانب مساحات محدودة من البرسيم والبيقية الرعوية.
وأثار غياب هذه المحاصيل مخاوف كبيرة لدى مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث قال أحد مربي الأغنام إن كثيرين كانوا يعتمدون على زراعتها أو شرائها مباشرة من الفلاحين، لكن ضعف الإنتاج هذا العام يهدد بزيادة الأسعار مع تقلص المراعي.
تراجعت أسعار المواشي في وسط سوريا بشكل كبير، متأثرة بغياب الأعلاف الخضراء نتيجة شحّ الأمطار وارتفاع أسعار الأعلاف الجافة في الأسواق. إذ أن غياب الأعلاف الخضراء أثر سلباً على إنتاج الحليب وصحة المواشي، فقد أدى سوء التغذية إلى ضعف مقاومة الأمراض وتراجع تغذية المواليد.
ويخشى المربون من تكبد خسائر إضافية في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وتراجع القدرة على توفيرها، مما قد يدفع مزيد منهم إلى بيع مواشيهم بأسعار متدنية.