لكل السوريين

شخصيات من صيدنايا ….. أبو سعيد الضحيك

رياض درار

(أبو سعيد الضحيك) من تلبيسة في حمص، اكان ينوي الذهاب إلى أفغانستان و تم اعتقاله في باكستان وتسليمه للنظام. كان معروفاً باندفاعه وشجاعته وجرأته وكما يصفه محبوه بحرقته على الدين وصبره على البلاء فهو بقي في زنزانة انفرادية سنتين ونصف في فرع فلسطين قبل تحويله إلى سجن صيدنايا، خلالها أسلم على يده قس من جماعة (شهود يهوه) كان جاره في الزنزانة. في مرحلة من المراحل جرى دمج السجناء فاختلط الاسلاميون ببقية التهم غير الاسلامية وكان جو السجن على كف عفريت فنحن في عام 2005 . السجناء القضائيين كما يسمونهم تفريقا عن الدعوات الاسلامية كانوا يعلنون الحادهم وبعضهم كان يشتم على الدين ورموزه دون التفات الى معترض أو تقدير لمشاعر أحد، وكان الضحيك يسمع من أحد المعتقلين القضائيين (فلسطيني تهمته التجسس لاسرائيل) السب والبذاءة المتكررة في شتم الرب والدين.

وكان يحذره كثيراً، ويدعوه ه بالحكمة والموعظة الحسنة لكنه لم يرتدع ، وطلب من مدير السجن العقيد لؤي اليوسف فصل السجناء عدم خلطهم تجنباً للمشاكل.فلم يستجب، ويبدو أن خلط السجناء كان مقصوداً ولم يكن أمرًا عرضياً! قرر أبو سعيد (هدر دم هذا السجين) بتهمة سب الدين والرب وذلك بعد فشل كل محاولات إيقافه عن البذاءة والتفنن في شتم الرب ويبدو أنه اتخذ قراره بعد مشاورة لأن حديثا عن خلية أو أمارة داخل السجن وراء ذلك. وكان سلاح الانتقام بورية حضرها الضحيك من أحد الاسرة التي ينام عليها السجناء، ومع انبثاق الصباح وفتح ابواب الزنزانات حمل أبو سعيد البورية متوجهاً إلى رأس ذلك السجين وهو نائم ضرباً حتى أرداه قتيلاً. وضرب سجينين آخرين أصابهما اصابات غير قاتلة.

كان هذا الحدث مفصلياً في حياة السجناء إذ بدأ عصر العقوبات يحل في السجن الذي أصبح تدمراً جديداً. قرر المدير معاقبة كل السجناء وسحب كل الأغراض وأصبح السجناء (على البلاطة ) بدأ الفرز ووضع الناس كل حسب تصنيفه ووضعت القيود في أيدي السجناء وبدأ الضرب والدواليب وكان يسلط على كل سجين عدد من السجانين من الشرطة العسكرية يذيقونهم أشد أنواع العذاب وعقوبات يومية بلا رحمة. واكتظت المنفردات والزنازين بالسجناء المعاقبين وكانت تحت الأرض بطوابق لاترى النور مطلقاً. كانت هذه الزنزانات تسمى (السواليل) لأنها سبب لمرض السل الرئوي لما تجمع من الرطوبة والعفن.

حوكم أبو سعيد الضحيك أحكاما جديدة، وكنت قد تعرفت عليه أول مرة في محكمة أمن الدولة، كنا ننزل من عدرا وكانوا يأتون به مع آخرين من صدنايا، وطوال وجودنا في غرفة التجمع كان لايسمح لأحد بالكلام معه ويقف ووجهه إلى الحائط، وفي صيدنايا عرفته مسعر حرب يحرض على القتال في الاستعصاء الشهير في 2008 ، لكن طلقة قناص أصابت منه مقتلا فمات في السجن.