لكل السوريين

الفصل بين الذكور والإناث.. قضية مثار جدل في دمشق

دمشق/ مرجانة إسماعيل

تداول ناشطون خلال الفترة الماضية مقاطع فيديو حول فصل النساء عن الذكور في وسائط النقل العامة، وأكدت مصادر في شركات نقل عن توجه خلال أيام قليلة لتطبيق الفصل بين الذكور والإناث، في باصات النقل الداخلي العامة والخاصة في العاصمة السورية.

ويجري العمل على الملف بقوة وسيتم تطبيقه على أرض الواقع خلال أيام، في حين يتخوف البعض من تضييق الحريات والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع السوري متعدد الأديان والطوائف.

ويجري الحديث عن تطبيق عملية الفصل على جميع وسائط النقل الجماعية العامة والخاصة، وحتى السرافيس، وسيصبح ممنوعاً على الرجال الجلوس إلى جانب النساء، والقاعدة العامة بأن يكون الرجال في الأمام، والنساء في الخلف.

قد تواجه الخطوة المزمع تطبيقها صعوبات، لكن يعول القائمون على وسائط النقل على تعاون أهالي دمشق وحينها ستصبح الأمور في غاية السهولة.

تنذر هكذا تعاليم وتحركات بتطبيق أحكام إسلامية متشددة حتى إن البعض صار يستخدم عبارة “صرنا أفغانستان” في إشارة إلى التشدد، وهو أمر يصعب تنفيذه في سوريا.

في حين تقول فتاة من دمشق إن تطبيق الفصل بين الذكور والفتيات مرحب به في هذه الظروف بسبب الازدحام الكبير، والذي يرجع إلى الأسعار المنخفضة المرغوبة من الطبقات الفقيرة.

وأضافت: ىنضطر للصعود إلى الباص ونحن نشعر بخجل كبير من الازدحام، وهو أيضا شعور الشباب والرجال، فتخيل كيف يكون موقفنا عندما يكون في الباص الواحد أكثر من 70 راكبا معظمهم وقوفاً”.

وقالت: إن “هذا الازدحام غير الطبيعي لا يخلو من أن يستغله البعض من قليلي التربية فيتحرشون بالفتيات بحجة الازدحام، وغالباً ما حصلت مشادات ومشاجرات من وراء ذلك”.

وتقول أخرى إن “الفصل بين الجنسين في هذه الأيام أكثر من ضروري، لكن إذا تم توفير أعداد كبيرة من باصات النقل، وتجاوزنا مشكلة الازدحام، فيمكن حينها إعادة النظر بعملية الفصل بين الرجال والنساء، لأني أعتقد أنه لا حاجة للفصل حينها”.

بينما يشير راكب آخر إلى عدم رفض التجربة من حيث المبدأ، لكنه أبدى ملاحظاته عليها. وقال: إن “تطبيقها على أرض الواقع يعني أن الباصات ستصبح أكثر ازدحاماً وخصوصاً في الجزء الذكوري منها، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى ازدياد حالات السرقة والنشل من ضعاف النفوس واللصوص، والذين سيستغلون الازدحام بالتأكيد”.

تعتبر قضية الفصل بين الذكور والإناث في باصات النقل الداخلي، القضية الأكثر منطقية في ظل شكاوى فتيات من التحرش في وسائط النقل، لكن هناك أمور أخرى تثير المخاوف كتجول سيارات الحسبة واقتحام الدعويين إلى الأحياء المسيحية وافتعالهم شجارات لرفضهم.