لكل السوريين

خسائر تلت، وآمال معلقة.. لمحة عن واقع أهم المحاصيل الزراعية في الساحل السوري

السوري/ اللاذقية ـ طرطوس ـ يتميز الساحل السوري بزراعة الأشجار المثمرة التي لطالما كانت ركيزة في الاقتصاد السوري ككل، ما جعله من المناطق التي حظيت باهتمام مقبول من الناحية الاقتصادية.

زراعة الزيتون

تأتي زراعة الزيتون في الساحل السوري في المرتبة الأولى من ناحية الأشجار المثمرة، ومن أهم الأصناف المزروعة من الزيتون في الساحل السوري هي: الخضيري والدرملي وغيرها، أما أسعار زيتها فقد تراوح ما بين ٣٠ ألف ليرة للأخضر و٤٠ ألف ليرة لزيت الخريج المعروف في الساحل السوري.

وعلى الرغم من جودة الإنتاج في بساتين الساحل السوري ككل، إلا أن مزارعون يقولون أنهم يواجهون مشاكل تسويقية عالية، تضاف إلى التكاليف العالية من حراثة ونقل ومبيدات وعصر وقطاف وغيرها من الأعمال الخاصة بهذه الأشجار.

أما بالنسبة لواقع المحصول لهذا الموسم، فإن المرحلة الحالية هي مرحلة إزهار الزيتون وبداية تشكل العنقود الزهري والتي تتسم بالجودة حتى الآن وذلك نظراً للعمليات التي تمت لخدمة أشجار الزيتون، وشملت مكافحة مرض عين الطاووس في الفترة الخريفية وحاليا للفترة الربيعية.

وتتم عمليات المكافحة من خلال مرشات تابعة لمديريات الزراعة في المحافظات الساحلية، والمبيدات المقدمة من الفلاحين والتي تهدف لمكافحة بعض الإصابات الموجودة لهذا الأمراض، ومنها مرض البسيلا الذي سجل وجوده على نطاق ضيق، ويشار إلى أن خدمات المحصول قد تم من قبل الفلاحين خلال الفترة الماضية قد شملت تقليم الأشجار وتسميدها وحراثتها.

زراعة الحمضيات

وصلت مرحلة الحمضيات إنتاجيا في الساحل إلى مرحلة الإزهار أيضا، وبحسب مزارعون أيضا فإنها تبدو جيدة بعض الشيء، أما تسويقيا فقد طرأ تحسن كبير بأسعار الثمار، حيث أن الطرق التي تؤدي إلى العراق والخليج باتت جيدة نوعا ما.

وتصل أسعار الحمضيات إلى ما بين الـ 1300 ليرة و الـ 1800 ليرة للحامض، و600 إلى 800 للبانسيلا، وبين الـ 300 إلى 400 ليرة للكريفون.

ويتأمل مزارعون أن يعوضهم هذا الموسم عن مواسم خلت، لاقوا فيها ذرائع وخسائر كبيرة وفادحة، معولين على أن الانشراح الكبير الذي حصل في عمليات التسويق قد يكون خير دافع لهم للاهتمام أكثر ببساتينم.

وعلى مدار خمس أعوام عانى مزارعو الحمضيات في الساحل السوري من خسائر تراكمت جراء غياب التسويق الجيد وارتفاع التكاليف الإنتاجية ’’مبيدات، حراثة، نقل، عمل، عمال، وعبوات.. إلخ’’.

ولجأ بعض المزارعين آنذاك إلى اقتلاع أشجارهم وتحويل أراضيهم لزراعة أنواع زراعية أخرى أكثر جدوى منهم، لكن الزراعات البديلة التي اعتمدوها كانت أقل جدوى هي الأخرى ولم تثبت نجاحها، لا سيما وأن المناطق الساحلية تتميز بمناخ لا يناسب سوى الأشجار المثمرة والحمضيات والزيتون فقط.

حول الزراعات المحمية

يصل عدد البيوت البلاستيكية الموجودة في الساحل السوري إلى نحو مئات الآلاف من البيوت البلاستيكية، ووصلت إلى المراحل الأخيرة من الموسم الطويل، حيث أن ٧٥ بالمائة من هذه البيوت مزروعة بالبندورة وبالكوسا بالدرجة الثانية.

وبالنسبة لأسعارها فقد طرأ تحسن مقبول على أسعار منتجات هذه البيوت، ولاسيما البندورة التي يصل متوسط أسعارها حالياً  إلى ما بين 600-800 ليرة سورية للكيلو، يليها الباذنجان البلاستيكي الذي يتراوح سعره ما بين 200-300 ، في حين أن الخيار البلدي تجاوز الـ 400، أما الكوسا فقد وصلت لـ 250.

ويعد مزارعون أن المواسم الصيفية قصيرة الأمد هذه تعد خاسرة بعض الشيء، على الرغم من ارتفاع أسعارها، فالمراقبة التموينية تفرض عليهم البيع بأسعار يصفونها بالمتوسطة، قياسا بما يتكلفون به.

ومن المحاصيل الجيدة في الساحل، التفاح لكنه يعاني من التراجع نتيجة  بعض الظروف المناخية التي أصابت الساحل خلال هذه الفترة والتي لعبت دورا سلبيا بالتأثير على محصول التبغ الذي اتسعت زراعته خلال هذه السنة.

تقرير/ ا ـ ن