لكل السوريين

حشود ودمج مرتزقة وتحركات إقليمية.. ماذا يخطط في إدلب؟

تقوم الأطراف المتحاربة في إدلب بتحركات مكثفة وفي مقدمتهم الجانب التركي الذي يتحدث عن التفاهم مع روسيا وقتال مرتزقة تحرير الشام لكنه يرسل المزيد من التعزيزات العسكرية, بينما وبسبب تصاعد الخلاف بين من ضامني آستانا أجروا اجتماعات وعدة اتصالات لكن دون نتائج معلنة, فماذا يجري في إدلب؟.

وتستمر تركيا بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توصل إليه كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في 5آذار.

حيث وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد الآليات التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 2695 آلية، بالإضافة إلى آلاف الجنود.

وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة ما تسمى “خفض التصعيد” خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر شباط  وحتى الآن، إلى أكثر من 6100 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و”كبائن حراسة” متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر من  10300 جندي تركي.

وفشلت تركيا حتى الآن فيما يخص تسيير الدوريات العسكرية المشتركة مع الطرف الروسي بحسب ما هو محدد في اتفاق وقف إطلاق النار هذا, بسبب اعتراض مرتزقة “تحرير الشام” لهذه الدوريات.

وتسبب الضغط الروسي على تركيا بإجبار الأخيرة على الاصطدام مع مرتزقة تحرير الشام الذين رفضوا فتح الطريق الدولي M4, إلا أن هذا الاصطدام لم يدم طويلاً وانتهى بمفاوضات بين تركيا والمرتزقة.

“ليس أمام تركيا خيار سوى تنفيذ المترتب عليها”

ولقراءة هذه التطورات تحدث لوكالة أنباء هاوار المحلل والباحث السياسي سليم علي من موسكو والذي قال “بالرغم من كل مراوغات تركيا ومحاولاتها التملص، فالجانب التركي ليس أمامه أي خيار إلا تنفيذ الشق المترتب عليه تنفيذه، لأن عواقب عدم تنفيذه قد تؤدي إلى تكرار سيناريو طريق  دمشق-حلب”.

“محاولة تركية لإعادة ترتيب المرتزقة ودمجهم في مجموعات تسمى معتدلة”

وأضاف علي “لكن هنا يجب أن ننظر إلى أن الإجراءات التركية تجري في سياق سياسة إعادة ترتيب أوضاع المجموعات المسلحة وخصوصا جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها، والتي تتمثل بمحاولات دمجها بمجموعات ما يسمى معتدلة، وهذا المحاولات تعارضها المجموعات الإرهابية الأجنبية التي أدخلتها تركيا إلى الأراضي السورية كالحزب الإسلامي التركستاني وحراس الدين، لما قد تشكل من خطر وجودي على أفرادها الغريبين عن النسيج الاجتماعي السوري”.

“يجب النظر إلى ما تقوم به تركيا بعين الشك والريبة”

ويرى الباحث والمحلل السياسي “في المجمل علينا أن ننظر إلى كل ما تقوم به تركيا في إدلب وفي عموم الشمال السوري بعين الشك والريبة، فهي تعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها وخلق واقع تستطيع من خلاله تكرار سيناريو سلخ لواء اسكندرونة عن الجغرافية السورية, وهذا بالطبع سيؤدي إلى المزيد من جولات الصدامات العسكرية مع الجانب السوري ومن خلفه الروسي والإيراني”.

“واشنطن ترغب بصدام تركي روسي في إدلب”

وخلال التصعيد الأخير في إدلب تصاعد الموقف الأمريكي من خلال التصريحات فقط لكن دون أي شيء ملموس على الأرض, وحول ذلك تحدث الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة “تشاتام هاوس” البحثية غادي ساري قائلا ” الموقف الأمريكي من أحداث إدلب ينقسم إلى قسمين, قسم له علاقة بسياسة الولايات المتحدة وتواصلها مع المعارضة السورية, بحيث أن تدعم بالمواقف هذه المعارضة حول مواجهة النظام وليس بطريقة ميدانية ولوجستية, وبالتالي الحديث دوما عن المدنيين والدفاع عنهم في إدلب، ولكن هم مدركين لوجود سيطرة قوية لتحرير الشام المعروفة بالنصرة سابقا, بالتالي في موضوع إدلب, تركيزهم هو ما يفعله الآخرون, الموقف الأمريكي هو ترك الروسي والتركي يصدمون ببعض”.

“روسيا وتركيا لا تستطيعان القيام بخطوات غير مدروسة”

وحول إمكانية حدوث صفقة قال ساري “لا أعتقد حاليا بأن الإدارة الأمريكية لها بوارد أي صفقة حول سورية، وخاصة أن الرئيس الامريكي دائما يسعى للانسحاب من أفغانستان وسورية، ولكن لا توجد أي تغيرات حقيقية تسمح اليوم بتغيير أي من “الستاتيكو” الموجود، والشيء الذي يحدث في إدلب ممكن أن يؤثر على الوضع في سورية، ولكن لا أعتقد أنه أي من اللاعبين سيتحمل مسألة تغيير اللعبة بشكل  يجذب الآخرين إلى صراع لا يريدون الدخول فيه”.

واختتم حديثه “بالتالي إذا قام التركي أو الروسي بأي خطوة غير مدروسة أدت إلى جذب الأمريكي لخسارة موقعه في سوريا سيكون الرد قويا كموقف الرئيس ترامب حول الملف الإيراني الأمر الذي يؤثر على أسعار النفط، وهذا هو الأمر الذي يهم الإدارة الأمريكية”.

وكالة هاوار الإخبارية