لكل السوريين

هل يؤسس مؤتمر الحوار المقترح لمرحلة جديدة

مع إطلالة العام الجديد، نرجو أن يكون عام خير وسلام على سوريا التي عانت من نزيف الدماء ونزيف الهجرة والنزوح، ومن عدوان القوى الإقليمية والدولية على شعبها وترابها الوطني، وخاصة من قبل العثمانية الجديدة التي يسعى رئيس النظام التركي إلى إحيائها.

وفي خضم تعقيدات المشهد، تتجدد الدعوات إلى الحوار بين السوريين للخروج من دوامة الصراع في وقت تتداخل فيه مصالح القوى الإقليمية والدولية على الساحة السورية.

وبعد عقود من حظر العمل السياسي على الأحزاب والتجمعات المستقلة في سوريا من قبل النظام المخلوع، أفسح إسقاط هذا النظام المجال أمام الشعب السوري ليعبّر عن نفسه من خلال التجمعات والهيئات السياسية التي ستدعى إلى حوار وطني، بهدف رسم ملامح المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى تشكيل حكومة منتخبة.

حيث تعتزم الإدارة السورية الجديدة إطلاق مؤتمر حوار وطني في العاصمة دمشق، لتشكيل مجلس استشاري يشرف على عمل الحكومة الجديدة.

ومما لاشك فيه أن عقد مؤتمر حوار وطني يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، على أن تشارك فيه كافة مكونات الشعب السوري وطوائفه وقواه السياسية، لصياغة مستقبل البلاد.

والأمل معقود على أن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة سورية جديدة تطوى صفحة الصراع والعنف والآلام، ليبدأ عهد السلام والبناء والتنمية.

فالمصالحة الوطنية تشكل الركيزة الأساسية لتعزيز الثقة المتبادلة بين مكونات الشعب، إذا صدقت النوايا، وتم اختيار من يمثل الشعب السوري بكل مكوناته في هذا المؤتمر، وإذا نجح المؤتمر في اختيار لجان متخصصة لوضع دستور جديد لسوريا الديمقراطية التي تكرّس قيم التسامح والمواطنة، وتحتضن جميع أبنائها دون أي تمييز على أي أساس.

فلا يمكن طي صفحة الماضي وإعادة البناء إلّا بتكاتف الجهود وتقديم التنازلات التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية، واحترام التنوع الذي طالما كان مصدر قوة لهذا الوطن.

                                                                     هيئة التحرير