لكل السوريين

تسرب 90 ألف موظف من التربية في سوريا

تقرير/ مرجانة إسماعيل

كشف تقرير لوزارة التربية في حكومة النظام السوري السابق، عن تسرب أكثر من 90 ألف موظف من القطاع التربوي خلال السنوات الأربع الماضية، وهو ما يعادل تقريباً ربع عدد العاملين في الوزارة قبل الحرب، والبالغ 400 ألف موظف.

وأوضحت مديرة التنمية الإدارية في الوزارة، ناديا الجغصي، لإحدى الصحف المحلية، أن ضعف الرواتب وبعد مراكز التعيين عن السكن دفع آلاف المعلمين والإداريين إلى ترك وظائفهم بحثاً عن فرص عمل ذات مردود أفضل. وعلى الرغم من تعيين 107 آلاف موظف منذ عام 2016 وحتى مسابقة الوزارة الأخيرة، فإن التسرب المستمر أضعف قدرة الوزارة على تعويض هذا الفاقد الكبير.

لم تنجح قرارات حكومة النظام المتعلقة بالتحفيز الوظيفي في مواجهة تسرب المعلمين، خاصة مع التريث في تنفيذ المرسوم الخاص بتحفيز الموظفين، الذي أُوقف العمل به منذ عام. هذا التريث ساهم في تفاقم الأزمة، حيث يلجأ الموظفون إلى الحصول على إجازات أو تقديم استقالاتهم.

ورغم محاولات الوزارة بحسب ما أشارت الجغصي، لمواجهة هذه التحديات عبر مشروع “توطين التعليم” ومنصات رقمية لتسهيل طلبات النقل وتحديد مراكز العمل، خصوصاً للفئات المستثناة مثل “ذوي الشهداء والمسرحين من الخدمة العسكرية”، فإن هذه الجهود تبقى محدودة الأثر في ظل عدم معالجة السبب الرئيسي وهو ضعف الأجور.

ويعاني العديد من المدارس في مناطق سيطرة النظام السوري السابقة من انخفاض شديد في أعداد المعلمين من اختصاصات متعددة، حيث عادت ظاهرة المعلمين الوكلاء في مختلف الاختصاصات في ظل وجود نقص في المدرسين الأصلاء بسبب الاستقالات أو نهاية الخدمة أو الهجرة.

ويعد التقدم بطلب الاستقالة من الوظيفة الحكومية، وخصوصاً من الكادر التعليمي أصعب من تقديم الطلب للحصول على وظيفة، بسبب قلة الكادر التعليمي بشكل كبير في سوريا، نتيجة للهجرة الكبيرة للكادر التدريسي إلى خارج البلاد، وانخفاض قيمة الرواتب، مع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. كما تعد الاستقالات من قطاع التعليم بين الأعلى في الدوائر والمؤسسات الحكومية بمناطق سيطرة النظام مقارنة بالقطاعات الأخرى.