لكل السوريين

طوابير الخبز تتجدد في حلب

تقرير/ خالد الحسين

أكثر من خمس ساعات وأنا انتظر على طابور الخبز منتظراً دوري للحصول على ربطتين، والخبز يحصل عليه التجار والمقربين من أصحاب الفرن دون اكتراث من الجهات المعنية ” هذا ما قاله الرجل الخمسيني ” محمد الحاج ” في حديثه للسوري.

وعادت أزمة الخبز لتظهر من جديد في شوارع مدينة حلب بعد حلول ووعود ركيكة من قبل المسؤولين لحل هذه الأزمة وتوزيع مخصصات الخبز بشكل دوري ومنتظم، ولكن هيهات هيهات لا يمكن للحال أن يتحسن ولا يمكن للمواطن السوري تذوق طعم الراحة والنوم باطمئنان من جديد هذا ما قاله أبو أحمد واصفاً معاناته اليومية للحصول على مخصصاته من الخبز المدعوم بحسب تعبيره.

والأمر اللافت لدرجة الدهشة مشهد الحشود الكبيرة المتكدسة طولاً وعرضاً أمام فرن الزبدية، ضمن طوابير أخطبوطيه ينتظر من يتسمر فيها منفذ وصول إلى ربطة الخبز، الأمر الذي وصفه أبو حسن بالشقاء اليومي الذي يكره المواطن عيشته.

وأجلت السيدة أم علي فضولنا حول المدة التي يقضيها المواطن على الدور حتى يظفر بمخصصاته من الخبز، عندما أكدت بأنها تقف من الثانية عشرة ليلاً حتى السابعة صباحاً حتى تمكنت من تحصيل رغيف العائلة، مضيفة بأنها اضطرت في تلك الليلة لاصطحاب ابنها لحراجة بقائها وحيدة ضمن الطابور الليلي شأنها شأن كثير من النساء، مطالبة بإيجاد حل لهذه المعاناة، لاسيما وأن واقع الحال مع المعتمدين ليس بأفضل.

أما لماذا والسؤال هنا عن عدم التعامل مع المعتمدين، فقد أجابتنا عليه بحرقة السيدة أم حسناء التي وعدها المعتمد في حي الزبدية نفسه وشقيقتها ثلاث مرات (عند منتصف الليل، والرابعة فجرأً والثامنة صباحاً) وأخلف بالوعد، مع تأكيدها بأنه يبيع خارج البطاقة الذكية، لتضطر لشراء الربطة 14 رغيفاً من السوق السوداء بثمانية آلاف.

وعلى سيرة تسعيرة ربطة الخبز المرتفعة في السوق السوداء، والتساؤلات التي تحتاج لإجابات المعنيين عنها حول توفر كل هذه الكميات بين يدي باعة النواصي المنتشرين في الشوارع دون رقيب، فقد وردتنا شكوى تأكدنا منها حول بيع ربطة الخبز بقيمة تسعة آلاف ليرة على دوار الإطفائية في الحمدانية (الحي الثاني)، وبجانب مخبز قاضي عسكر، وليبقى الرغيف وهو القوت الرئيسي، الشغل الشاغل للمواطن الذي يركض خلفه من مكان لآخر دون أن يلحق به.