إعداد أنعام إبراهيم نيوف
بدأ الكلام عن الإبراهيمية في عام 1990، تم العمل عليه في بداية الألفية، والدعوة إلى توحيد الأديانِ الثلاثة وصهرِها في دين عالمي جديد، فقد بدأ التخطيط لهذا المشروع وتنفيذه عام ٢٠٠٠، ومأسسته داخل وزارة الخارجية الأمريكية عام ٢٠١٣م.
مسار إبراهيم هو الطريق الذي سلكه إبراهيم الخليل أبو الأنبياء
ما هو الطريق الذي سلكه أو هجرت ابراهيم؟ ولد إبراهيم عليه السلام في أور في أرض بابل وهي أرض الكلدانيين كما ذكر مؤرخو الإسلام، وهناك أكثر من رواية على موقع مولد إبراهيم فمن يقول عن ولادته في أورفه جنوب تركيا ومن يقول عن دمشق جنوب سوريا.
واخذ مسار إبراهيم على أنه شكل من أشكال السياحة الثقافية غذ يقتفي أثر إبراهيم على حدود العراق 112كم داخل سوريا و115كم إلى مصر عبر الطريق الداخلين ثم العودة إلى كنعان فلسطين وفي الشرق الأوسط في عشر دول وهي: العراق وسوريا فلسطين ولبنان والأردن ومصر واليمن ودول أخرى.
ماهي الديانة الإبراهيمية؟ وهي التي تعتبر أن إبراهيم عليه السلام يعتبر جذر الأنبياء والديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وبهذا يكون سيدنا إبراهيم هو الجذر الشائع لحل الخلافات وبما أن هذه الديانات الثلاثة مؤمنة بسيدنا إبراهيم فيكون هو المرجعية لحل الخلافات وأن نعتمد على القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين هذه الديانات والعمل عليها وإبعاد ما هو مختلف عليه والبحث في المشترك، الديانة الإبراهيمية: نسبة إلى نبي الله إبراهيم، والمقصود بها: اليهودية، والنصرانية، والإسلام، باعتبار أنها جميعها تشترك في الإيمان بإبراهيم، والانتساب إليه، والاعتراف بمكانته الكبيرة.
جرى إطلاقه في القرن التاسع عشر، منذ 1811 كتب عن الميثاق الإبراهيمي في الغرب، وذكره لويس ماسينيون عام 1949، تحت عنوان: الصلوات الثلاث لإبراهيم، أب كل المؤمنين، ونحن أمام صورتين، لكل منهما مفهومه، ودلالاته المهمة:
إحداهما: تتمثل في الدعوة إلى الوَحدة أو التقريب أو التوفيقِ بين اليهودية والنصرانيةِ والإسلام، وإسقاط الفوارق الجوهرية فيما بينها، والالتقاء على القواسم المشتركة فيها، والاعترافِ بصحتها جميعا، تحت مظلة الانتساب إلى سيدنا إبراهيم، عليه السلام، دون الحاجةِ إلى أن يتخلى المنتسبون لأي من هذه الأديان عن دينهم الخاص بهم، وانطلاقاً من هذا تقام مجمعات روحية للأديان الثلاثة، تضم دور العبادة الخاصة بالمسلمين والنصارى واليهود، إن الأمر تجاوز إقامة مجمعٍ يضم معابد للأديان الثلاثةِ في مكانٍ واحد، ثم تبع ذلك فكرة إقامة صلاة مشتركة تجمع اليهود والنصارى والمسلمين، وتقال الصلاة الإبراهيمية، أو صلاة أبناء إبراهيم، ففي شهر آذار2021، وفي زيارته إلى الشرق، وفي العراق، قام بابا الفاتيكان بأداء ما زعموها صلاة أبناء إبراهيم، مع ممثلين عن اليهود والمسلمين، وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام فقد أجرى البابا فرنسيس في مدينة أور عقب وصولِه بلحظات إلى المدينة التاريخية، صلاة موحدة للأديان الإبراهيميةِ الثلاثة، وبحضورِ ممثلي الأديان.
الصورة الثانية للإبراهيمية: تتمثل في الدعوة إلى توحيد الأديان ودمجِها في دين عالميٍّ جديد، وهو ما يزعمونه: الدين الإبراهيمي الواحد، وما سموه القيم المشتركة بين الأديان الإبراهيمية، إذا الإقرار بوجود ثلاثة أديان إبراهيمية، وكلها صحيحة، وتدعو إلى الوحدة بينها، على أساس ما هو مشترك بينها، ومن ثم الغاء الوجود الفعلي للأديان الثلاثة، وتدعو إلى كتابة دين جديد واحد للعالَم، وتكون عناصره ومكوناته مستمدة من الأديان التي أُلغيت.
ما المغزى من هذا الطريق؟
وما يشاع عنه أن هذا الطريق قد يشكل فارقاً في السياحة العالمية فالمغامرون الدوليون يسعون إلى رحلات ذات مغزى إلى أماكن لم يسبق لهم أن زارها سوى قِلة من الناس، وهم يرغبون في تجارب أصيلة وفريدة من نوعها لا تنطوي على الرفاهية والراحة التقليدية، ويسعى هؤلاء المسافرون أيضا إلى معايير أخلاقية ومسؤولية اجتماعية أعلى ولا يرون أنفسهم مجرد سياح، بل كمساهمين في أفكار ولقاءات وطرق سفر جديدة، لقد أصبح استكشاف القرى والبلدات الصغيرة التي تتجاهلها السياحة السائدة عادة جزءً من تلك الرحلات ذات المغزى التي يسعون إليها.
إن دعم عروض السياحة التجريبية والثقافية مثل مسار إبراهيم هو أيضا وسيلة مبتكرة لخلق فرص العمل في المجتمعات الريفية الفقيرة والوصول إلى الفئات المهمشة غالبا مثل النساء والشباب، وبالتالي الحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك. النساء هن المضيفات الرئيسيات على طول مسار إبراهيم، حيث يديرون ويجهزن أماكن الإقامة والطعام دون الحاجة بالضرورة إلى مغادرة منازلهن، وهو أمر مهم في الأسر العربية الريفية التقليدية، تساعد المنظمات المحلية في تعزيز بيع الحرف اليدوية النسائية المحلية للمشاة الذين يمرون عبر قراهم أو يقيمون فيها، يكتسب الشباب ويصقلون مهارات اللغة الأجنبية مع المشاة ويحصلون على دفعة مبكرة في حياتهم المهنية – بينما يعملون كمرشدين لأولئك الذين يمرون.
الهدف المعلن للمشروع هو التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب، وقد بدأ الترويج للفكرة فعلا في إطار إقامة السلام بين الشعوب والدول بغض النظر عن الفروقات.
ما حقيقة ما يشاع؟
هذا المشروع لابد أن له من أدوات تنفيذ على الأرض وهو مشروع قائم وعلى قيد التنفيذ ولكن بتشعب وله قادة روحانيون ورجال دين وليس أي رجل دين، وله مريدين هنا يكمن الترويج للصوفية، وهناك منظمات اسمها الصوفية العالمية، وليس الصوفية الإسلامية التي نعرفها وإنما صوفية عالمية تتحدث عن المسار المفتوح إذا الصوفيين مع الدبلوماسيين ومع الساسة الجدد وكل هذا في شبكة الشبكات التي صنعتها الخارجية الامريكية تعمل على وجود منظمات تدريبية تعمل على أنه ليس من الضرورة أن تؤمن بأي دين ولكن المهم ان تؤمن بالفكرة، إذا هناك:
قادة روحانيين
مراكز ابراهيمية
وأسر السلام
المسار الإبراهيمي هو صهر الأديان في ديانة واحدة في منطقة الشرق الأوسط، إن الدعوة إلى الإبراهيمية لم تكن بعيدة عن السياسة ومراميها، ولا منفصلة عن مؤسساتها ومخططاتها، وخدمةِ مشاريعِها، لا سيما في الواقع المنظور الذي يشهد حضوراً كبيراً للإبراهيمية في أروقة السياسةِ ودهاليزِها.
وبرز مصطلح الدبلوماسية الروحية، الذي تبناه الغرب وأمريكا، حيث أن الإبراهيمية هي المرجعية التي ترتكز عليها الدبلوماسية الروحية، وتقوم على التنسيق والجمع بين القيادات السياسية والروحية، في إطار المشاركة المباشرة بينهما، إن الدبلوماسية الروحية هدفها المعلن هو تحقيقُ السلامِ العالمي، وحل النزاعات، وتحقيق التنميةِ المستدامة، عبر مكافحة الفقر ومسبباته، والاضطلاعِ بخدمات ومشروعات تنموية تكرس الولاء للفكر الجديد، لكن غرضها الحقيقي غير المعلن وتندرج في إضاعة الحقوق، وتزييف التاريخ، وتغيير الواقع، لصالح المخططات الأمريكية والغربية.
وتقف وراء الديانة الإبراهيمية الجديدة مراكز بحثية ضخمة وغامضة، انتشرت مؤخرا في ربوع العالم، وأطلقت على نفسها اسم مراكز الدبلوماسية الروحية، ويعمل على تمويل تلك المراكز أكبر وأهم الجهات العالمية، مثل: الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والولايات المتحدة الأميركية.
يتبع