لكل السوريين

زيارة غالانت إلى واشنطن.. تعمّق مأزق نتنياهو وهجرة الإسرائيليين تتصاعد

بحث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ملف اليوم التالي للحرب في غزة مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته لواشنطن التي استغرقت عدة أيام، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تأييده للمقترح الأميركي بشأن صفقة التبادل.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن غالانت قوله “إن إسرائيل تدعم صفقة تبادل الأسرى التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن وعرضها في خطاب نهاية شهر أيار الماضي”.

وحسب القناة قال غالانت “إن أهداف الحرب وغاياتها مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعندما يقع خلاف يكون حلّه في غرف مغلقة”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت تأكيده إحراز تقدم مع واشنطن بشأن تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تحتاجها.

وكان نتنياهو قد رفض المقترح الأميركي، ثم اضطر إلى التراجع عن رفضه إثر رسائل قاسية من البيت الأبيض، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت التي أشارت إلى “أن تصريح نتنياهو في الكنيست بقبوله مقترح بايدن لا يشكل تغييراً جذرياً في مواقف نتنياهو المعلنة”.

مأزق نتنياهو

قالت صحيفة “الغارديان “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل وضع مصالحه الخاصة فوق مصلحة إسرائيل، ويتعمد العمل ضد الرئيس بايدن دعماً لمنافسه دونالد ترامب.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يواجه الكثير من المصاعب في مساعيه للحفاظ على تماسك حكومته من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، وبين شركائه في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرّف الذين يقاومون أي استراتيجية لما بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

ويواجه توتر علاقته مع الولايات المتحدة، حيث نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنهم يرفضون اتهامات نتنياهو بشأن إمدادات الأسلحة الأميركية.

وحسب الموقع، قال المسؤول “لن نرد على بيانات نتنياهو، ونتطلع إلى مشاورات بناءة مع وزير الدفاع يوآف غالانت في واشنطن”.

كما يواجه ضغوطات الشارع الإسرائيلي المستمرة، حيث تظاهر المئات مؤخراً أمام وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة فورية لإعادة الأسرى من قطاع غزة.

وحسب صحيفة معاريف العبرية، رفع المتظاهرون لافتات عليها عبارات من قبيل “أوقفوا الحرب” و”صفقة الآن” و”أعيدوا جميع المختطفين”.

ومع ذلك يقول نتنياهو إنه ليس مستعداً لإقامة دولة فلسطينية، ولن يسمح بتسليم قطاع غزة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

حماس ترد

وكانت فصائل المقاومة قد سلمت ردها على مقترح بايدن للوسطاء الشهر الماضي، متضمناً تعديلات تتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

وقالت حركة حماس إن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن إدارة قطاع غزة هي تأكيد واضح على رفضه قرار مجلس الأمن الدولي ومقترحات الرئيس الأميركي.

وأضافت الحركة في بيان أن موقف نتنياهو هو عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه عن موافقة مزعومة من الاحتلال على صفقة التبادل.

وأشارت إلى أن إصرار الحركة على أن يتضمن أي اتفاق تأكيداً واضحاً على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة، يأتي لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول الفاعلة للعمل بشكل حثيث لحمل حكومة الاحتلال على وقف حربها ضد الشعب الفلسطيني، وطالبت الإدارة الأميركية باتخاذ قرار واضح بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها قطاع غزة.

الهجرة إسرائيلية

دفع تورّط الحكومة الإسرائيلية اليمينية في الحرب على غزة دون أن تحقق الأهداف التي أعلنت عنها، إلى تصاعد هجرة الإسرائيليين من بلادهم.

وقال موقع “زمن إسرائيل” الإخباري إن قرابة 550 ألف إسرائيلي غادروا خلال الشهور الستة الأولى من الحرب ولم يعودوا حتى الآن.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن “ما كان يعتبر هروباً مؤقتاً للإسرائيليين خلال الحرب تحول الآن إلى هجرة دائمة”.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت مواطنيه إلى عدم مغادرة إسرائيل “التي تمر بأصعب أوقاتها منذ عام 1948”.

وتوجّه في منشور له على منصة إكس إلى الإسرائيليين بنداء “لا تغادروا البلاد”.

وأضاف “نمر بأصعب فترة منذ حرب الاستقلال، مقاطعة دولية، تضرر الردع، 120 إسرائيلياً في الأسر، آلاف العائلات الثكلى، الجليل مهجور، آلاف المهجرين، وزراء لا يهتمون إلّا بأنفسهم، فقدان السيطرة على الاقتصاد والعجز”.

وقال “نحن بحاجة إلى موهبة وتفاني شعب إسرائيل للخروج من الحفرة”.