لكل السوريين

تظاهرة السويداء المركزية تستمر.. وتتضامن مع النازحين من مخيم الركبان

توافدت حشود المحتجين من مختلف مناطق المحافظة إلى ساحة الكرامة للمشاركة بالتظاهرة المركزية الأسبوعية التي لم تتوقف طوال التسعة أشهر الماضية.

وحمل المحتجون الرايات والأعلام، ورفعوا لافتات كتبت عليها مطالبهم بالحرية والتغيير السياسي، وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين قسراً، والتنديد بالانتهاكات الانسانية التي ارتكبت بحق أبناء مخيم الركبان، والتضامن مع آلاف النازحين السوريين في المخيم الذين يتعرضون لسياسات التجويع، والمطالبة بتوفير الغذاء والدواء لأطفالهم ومرضاهم.

كما رفعوا لافتات أخرى تندد بالممارسات الروسية التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين السوريين، بالإضافة إلى المطالبة بتطبيق القرار الأممي 2254.

وتعالت أصوات المحتجين بالهتافات للحرية والتغيير، ورددوا الأهازيج الثورية وسط أجواء حماسية لافتة، وحملوا الورود الملونة في رسالة سلام وتأكيد على سلميّة الحراك.

والحراك مستمر

تلبية لدعوة أطلقها نشطاء الحراك السلمي بالمحافظة، شهدت مدينة السويداء وقفة احتجاجيه أمام مبنى المحافظة وسط المدينة، وردد المحتجون خلالها الأهازيج الشعبية والهتافات المطالبة بالتغيير السياسي، كما رفعوا لافتات تطالب بتطبيق القرار الدولي 2254 أمام بيت محافظ السويداء.

ونددوا بمراوغة السلطة السياسية حول التزامها بالحل السياسي الذي توافقت عليه مع الدول المعنية بالحل، مما أطال معاناة الشعب السوري وزاد من تفاقمها.

ووجهوا رسالة إلى جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي، بضرورة الضغط على هذه السلطة للبدء في تنفيذ عملية الانتقال السياسي.

وجاء في الدعوة التي أطلقها النشطاء “بسبب تقاعس السلطة السياسية السورية عن الالتزام بالحل السياسي الذي توافقت عليه مع الدول المعنية بالحل، وتهربها من استحقاقات المرحلة، تقررت الوقفة الاحتجاجية أمام ممثل السلطة في السويداء”.

مأساة المخيم

يواجه أكثر من ثمانية آلاف نازح سوري ظروفاً معيشية قاسية منذ أكثر من شهر في مخيم الركبان الواقع في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن، حيث لا توجد مقومات للحياة بعد إغلاق الجيش السوري وميليشيات إيرانية المعابر نحو المخيم من جهة، وتخاذل التحالف الدولي المسؤول عن المنطقة، من جهة أخرى.

وكان الجيش السوري وميليشيات تدعمها طهران، قد أغلقوا المعبر الرئيسي المؤدي من مناطق سيطرة دمشق إلى مخيم الركبان في شهر نيسان الماضي، ومنعوا دخول المحروقات والمواد الغذائية والأدوية، مما تسبب بأزمة معيشية كبيرة بعد مرور حوالي أربعين يوماً على الإغلاق.

وقال ناشط إعلامي يقيم في المخيم إن الوضع يتفاقم يوماً بعد يوم، وبدأت الأمراض تنتشر بين الاطفال بسبب سوء التغذية وصعوبة تأمين الأدوية.

ونقل الناشط مناشدات وجهها سكان المخيم إلى أهالي محافظتي درعا والسويداء، للتضامن معهم في هذه المحنة، وحثّ المنظمات الدولية والإنسانية لتتحرك وتضع حداً لمعاناتهم.

ولفت إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويقع المخيم تحت نفوذه ووصايته، يتنصل من مسؤولياته ولا يقدم سوى الوعود التي كان آخرها “سننقل معاناتكم إلى القيادة”.