لكل السوريين

في أصعب رحلة ارتزاق.. “النيجر” وجهة جديدة لمرتزقة “الجيش الوطني”، وعدو الأمس حليف اليوم!

باتت دول في جنوب غربي قارة إفريقيا وجهة جديدة لمرتزقة الجيش الوطني السوري الموالي للاحتلال التركي، بعد أن كانت مجاميع المرتزقة قد خاضت رحلات ارتزاق في كل من ليبيا في شمالي إفريقيا، وأذربيجان في أقصى شرق قارة أوربا.

وتختلف رحلة الارتزاق هذه عن سابقاتها، حيث يضطر مرتزقة الاحتلال التركي للقتال إلى جانب مرتزقة فاغنر، التي تعتبر العدو الرئيسي في سوريا، والتي سبق وأن قتلت العديد من المرتزقة في أوقات سابقة.

ويعتقد البعض أن الكثير ممن تعرضوا لإصابات أثناء خوض المعارك ضد فاغنر في سوريا هم نفسهم من يقاتلون إلى جانبها في النيجر، في مشهد يؤكد أن كافة المجاميع المرتزقة في الشمال السوري لم تكن سوى دمى بيد الاحتلال التركي، حققت من خلالها مكتسبات عديدة، سواء داخل سوريا من خلال احتلال عفرين وغيرها، أو خارجها.

وبحسب المرصد السوري، فإن دفعات جديدة من مرتزقة العمشات والسلطان سليمان شاه، المنضوية ضمن ما يسمى الجيش الوطني، التابع للاحتلال التركي، تتلقى حاليا تدريبات عسكرية ومعنوية استعدادا لإرسالها إلى النيجر التي تشهد حروبا منذ فترة، بين متمردون من مرتزقة بوكو حرام الإرهابية، والجيش الانقلابي.

وأكملت المخابرات التركية دورة تدريبية مدة 40 يومًا لمئات المرتزقة سواء من الضباط أو جنود مرتزقة عاديين في المعسكرات التركية، وسيتم إرسال بعض هؤلاء الضباط إلى النيجر في الدفعة القادمة.

وفي 20 أبريل، غادرت مجموعة من مرتزقة الاحتلال التركي على متن طائرة نقل، تتألف من 300 مرتزق من “فرقة السلطان سليمان شاه” و “فرقة حمزة” و”فرقة السلطان مراد”، ويقودهم ضابط شارك سابقا في عمليات ارتزاق قديمة في ليبيا وأذربيجان.

وفي 4 مايو، تم نشر دفعة ثانية من 250 مرتزقا من “السلطان مراد”، وبحسب ما ورد تستعد المخابرات التركية لإرسال دفعة ثالثة من المرتزقة السوريين إلى النيجر بعد إرسال 550 مرتزقا من السلطان مراد في دفعتين سابقتين في غضون شهر.

وتعد هذه المهمة هي الأصعب من رحلات الارتزاق السابقة التي جرّت تركيا الشباب إليها في ليبيا وأذربيجان، حيث يجبر المرتزق على القتال في المثلث الحدودي بين كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، لفترة تصل إلى ستة أشهر وفق عقد يقوم المرتزقة بالتوقيع عليه قبل الذهاب إلى مصيره المحتوم.

وتناقلت صفحات تواصل اجتماعي محلية عن وصول بعض الجثث من المرتزقة الذين قتلوا في الآونة الأخيرة في النيجر.

وانتشر فيديو لأحد المرتزقة وهو يقاتل في جبهات النيجر، يقول فيه أن عدد القتلى من المرتزقة السوريين على يد بوكو حرام قد وصل لـ 420 مرتزق من أصل 450 كانوا قد وصلوا إلى النيجر قبل أيام، وانخرطوا في القتال إلى جانب مرتزقة فاغنر.

إغراءات للمرتزقة

تغري تركيا المرتزقة بحوافز مختلفة، بما في ذلك الراتب الشهري المقدم من خلال عقد مدته ستة أشهر.

وفي حالة الإصابة، يمكن للمرتزق الحصول على ما يصل إلى 35.000 دولار بناء على معدل الإعاقة المقدر الذي يحدده فريق طبي متخصص، وإذا فقد المرتزق حياته، يحق لعائلته الحصول على 60.000 دولار.

وعلى الرغم من وجود إغراءات سابقة أثناء رحلة الارتزاق الماضية في كل من ليبيا وأذربيجان لم يتلقى الكثير من المرتزقة التعويضات التي كان من المفترض أن يحصل عليها المرتزق في حال الإصابة أو القتل.

رواتب المرتزقة السوريين

منذ بدء الأنشطة العسكرية في النيجر، وصل عدد المرتزقة السوريين الذين لقوا حتفهم إلى تسعة في غضون شهر.

انتشرت مقاطع فيديو تصور شدة المعارك في النيجر ووجود مرتزقة سوريين يقاتلون إلى جانب تركيا وروسيا، ما أدى إلى استياء السكان في المناطق الشمالية الغربية من سوريا.

وبحسب ما ورد خفضت المخابرات التركية الرواتب الشهرية المخصصة للمرتزقة، على غرار ما حدث مع المجندين السابقين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا.

تتلقى الدفعة الحالية في النيجر راتبا شهريا قدره 40.000 ليرة تركية (حوالي 1250 دولارا)، بينما كان الراتب المتفق عليه 1500 دولار.

ماذا يحدث في النيجر؟

منذ الانقلاب العسكري في النيجر في يوليو 2023، شهد المشهد الجيوسياسي في المنطقة تغييرات كبيرة، حيث كانت النيجر التي كانت تستضيف في السابق قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية، تعتبر شريكًا حاسمًا في مكافحة “الإرهاب” في منطقة الساحل.

ومع ذلك، في أعقاب الانقلاب والانقلابات اللاحقة في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، تشير مراكز الأبحاث الغربية والتطورات على الأرض إلى أن روسيا انتهزت الفرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وتنشر روسيا قوات مجموعة فاغنر في الدول المتضررة من الانقلابات، وكانت النيجر أحدث متلقي لها.

في أبريل، وصل مدربون عسكريون روس إلى النيجر على متن طائرة تحمل معدات عسكرية، كما ذكرت قناة “آر تي في” المحلية، ويأتي هذا التطور في أعقاب اتفاق بين المجلس العسكري في النيجر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون.

إلى جانب روسيا، أبدت دول أخرى، بما في ذلك تركيا والصين وإيران، اهتمامًا بالنيجر بعد الانقلاب، وفقا لتقارير من الصحيفة الأمريكية “وول ستريت جورنال”.

وفي حين وقعت تركيا اتفاقات مع النيجر، فإن أيا منها لا ينطوي على نشر جنود أو إنشاء قواعد عسكرية. وتثير التقارير الأخيرة الصادرة عن “المرصد السوري”، والتي تشير إلى وجود مرتزقة سوريين في النيجر، تساؤلات حول غرضهم والمهام الموكلة إليهم، حيث لا يزال ذلك غير واضح حتى الآن، وفق الصحيفة الأمريكية.